الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
هل سبق لك أن شعرت بأن قواعد اللعبة ليست متساوية للجميع؟ في عالم المقابلات المهنية يبدو أن هناك أقنعة احترافية تخفي وراءها تمييزًا غير مرئي. النساء، على وجه الخصوص، يواجهن تحديات فريدة لا تتعلق فقط بمؤهلاتهن وإنجازاتهن بل أيضًا بكيفية إدراكهن وتقييمهن في سوق العمل لكن السؤال الأكثر إثارة للقلق هو: هل تُجرى المقابلات المهنية بمعايير مختلفة بالنسبة للنساء مقارنة بالرجال؟ وهل ما زالت التحيزات المخفية تلعب دورًا في تشكيل مساراتهم المهنية؟ دعونا نكشف الحقيقة وراء هذه الأقنعة الاحترافية.
في المقابلات المهنية غالبًا ما يتم تقييم النساء بناءً على معايير غير معلنة تختلف عن تلك المطبقة على الرجال. التحيز الثقافي يجعل البعض ينظر إلى النساء على أنهن “أكثر عاطفية” أو “أقل قدرة على القيادة” مما يؤثر على فرصهن في الحصول على الوظائف كما أن التركيز على المظهر أو طريقة الحديث يطغى أحيانًا على مؤهلاتهن المهنية الأسئلة التي تُطرح على النساء غالبًا ما تكون موجهة بناءً على الجنس مثل الاستفسار عن خططهن المستقبلية المتعلقة بالزواج أو الإنجاب وهي أسئلة نادراً ما تُطرح على الرجال هذا بالإضافة إلى الضغوط الإضافية التي تواجهها النساء لإثبات قدرتهن على التوفيق بين العمل والحياة الشخصية.
الانطباعات الأولى أيضًا قد تكون مدفوعة بتحيزات غير واعية يتم الحكم على النساء بناءً على أدوارهن الاجتماعية التقليدية بدلاً من قدراتهن الفعلية هذه الأنماط التمييزية ليست مجرد ظواهر عالمية بل تظهر أيضًا في السوق السعودي. على سبيل المثال ذكرت إحدى الموظفات في شركة تقنية سعودية أنها خلال مقابلتها تم التركيز بشكل كبير على كيفية تعاملها مع الضغوط النفسية بدلاً من مهاراتها التقنية بينما لم يُطرح نفس السؤال على زميلها الذكر وفي قطاع التعليم تم رفض مرشحة لأنها “قد تكون مشغولة بأمور عائلية” رغم أن مؤهلاتها كانت أعلى من المرشحين الآخرين.
على المستوى الدولي كشفت دراسة أجراها “المعهد الوطني للبحوث الاقتصادية” في الولايات المتحدة عام 2019 أن السير الذاتية التي تحمل أسماء نسائية تتلقى فرصًا أقل بنسبة 30% مقارنة بتلك التي تحمل أسماء ذكورية حتى مع تطابق المؤهلات والخبرات وفي دراسة أخرى نشرتها مجلة “هارفارد بزنس ريفيو” عام 2021 تم تسليط الضوء على أن النساء يواجهن أسئلة أكثر تحديًا خلال المقابلات حول استراتيجيات التفاوض أو التعامل مع الفرق بينما يتم توجيه أسئلة مباشرة وفقط تقنية للرجال مما يعكس تباينًا واضحًا في طريقة التقييم بين الجنسين.
لكن كيف يمكننا كسر هذه الأنماط؟ أولًا يجب إعادة تصميم عملية التوظيف من خلال وضع سياسات صارمة تمنع طرح أسئلة شخصية أو تمييزية أثناء المقابلات ثانيًا يجب تقديم برامج تدريبية للمديرين والمقابلين حول كيفية تجنب التحيزات المخفية ثالثًا يمكن للتكنولوجيا أن تكون حلاً جذريًا حيث يمكن استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي لتقييم السير الذاتية دون النظر إلى الجنس أو الخلفية الثقافية. كما يجب تعزيز الشمولية من خلال توفير برامج دعم للأمهات العاملات وتشجيع النساء على التقدم للوظائف القيادية والتقنية.
رغم ذلك، هناك تحديات كبيرة قد تواجه تحقيق العدالة في المقابلات المهنية بعض المؤسسات قد تتردد في تبني سياسات جديدة بسبب الثقافة التنظيمية التقليدية أو غياب الوعي حول التحيز اللاواعي. بالإضافة إلى ذلك تحديث سياسات التوظيف يتطلب استثمارات كبيرة في التدريب والتكنولوجيا وقد يستغرق تحقيق التغيير وقتًا طويلًا خاصة في البيئات المحافظة.
المقابلات المهنية يجب أن تكون بوابة عادلة لدخول عالم العمل لكن الواقع يشير إلى وجود تمييز غير مرئي يقف حاجزا أمام النساء إذا أردنا تحقيق مجتمع مهني شامل وعادل فإن علينا أن نبدأ بكشف التحيزات المخفية ومواجهتها بشجاعة السؤال ليس ما إذا كان التغيير ضروريًا بل كيف يمكن تحقيقه بطريقة مستدامة وفعالة الإجابة تكمن في إعادة تصميم سياسات التوظيف، تعزيز الشمولية، والاستثمار في التكنولوجيا
فهل ستكون مؤسستك جزءًا من هذا التغيير؟.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال