الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
السكن في الضواحي اصبح خيارا حياتيا جيدا لما يفترض ان تتمتع به من بنية تحتية متكاملة، وتلافي الأخطاء التصميمية والتخطيطية في الاحياء التقليدية او فلنسمها المعتادة، إضافة إلى انطلاقها في المملكة عبر برامج الإسكان كان تحت مظلة رؤية 2030 التي تروم جودة الحياة إضافة الى حلول تملك المسكن التي نجحت إلى حد بعيد وتجاوزت مستهدفاتها في سنوات قصيرة وهذا انجاز مهم ورائع.
ولعل الضواحي الأولى، او فلنقل المراحل الأولى من الضواحي الأولى شابها بعض الملاحظات مثل تأخر التسليم، او تأخر بعض المشاريع المساندة مثل انارة الطرق او إقامة المدارس او المرافق الأخرى، ولكن أكثر من لقاء لمسؤولين عن العاصمة في اكثر من قطاع جاء فيها ان هذه الملاحظات تمت وتتم معالجتها، وان الدروس المستفادة من المراحل الأولى ستكون نصب اعين المطورين والمشرعين والمنفذين لتخطيط المدن عند البدء في المراحل الجديدة التي انطلق منها الكثير، وعند التخطيط للمراحل القادمة او الضواحي الجديدة المعلن عنها.
الحكومة وعبر الجهات المختصة حلت إشكالية تأخر التسليم بفرض إجراءات مهمة في مقدمها الحكم للمستفيد بأجرة المثل اذا لم يرض بالحلول والعروض التي يقدمها المطور ومنها مثلا اعطاءه وحدة اكبر من المحجوزة وقيمتها اعلى او التكفل ببعض أجزاء تأسيس المنزل من تركيب المطبخ او أجهزة التكييف او أجهزة أخرى والحلول في هذا الشأن كثيرة وتسير على نحو جيد.
من اهم ما التفتت اليه الجهات المعنية هو ربط هذه لضواحي بطرق جديدة او توسعة طرق قائمة لأن عدد سكانها كبير نسبيا ويشكل ضغطا على طرق مضغوطة أصلا، وهناك أفكار عاجلة وأخرى طويلة المدى سنشهدها في هذا الشأن لحل إشكالات المواصلات نسبيا.
أيضا من المهم التعجيل بالمرافق خاصة المدارس التي وعدت بها الضواحي لأنها من اهم عوامل استقرار الاسر وتخفيف الرحلات اليومية عليهم، وللعلم فان كثيرا من الضواحي ابرمت اتفاقات مع مدارس عالمية وسعودية مميزة لتفتح مقراتها في كثير من الضواحي، والاهم انها ستقدم خصومات خاصة وأسعار تفضيلية لسكان الضواحي وهذا سيكون من عوامل الجذب والاستقرار فيها، لان الكثيرين اليوم يسكنونها مضطرين لانهم من مستفيدي برامج الإسكان، او لان الأسعار التي تقدمها تعتبر ممتازة لذوي الدخل المتوسط والمنخفض قياسا بالجنون الحاصل في أسعار العقار خاصة في العاصمة الرياض.
ربما يساعد أيضا على حلحلة التوزيع السكاني في المدن الكبرى التي يركز سكانها على مناطق معينة، مثل تركيز سكان وزائري الرياض على شمال الرياض، ربما يساعد ان يتم على بعض المقرات الحكومية ومقرات الهيئات والشركات الكبرى إعادة توزيع مستقبلي لأنها تكدست في مناطق محددة ومعروفة حتى ان احد الزملاء وصف شارعا شهيرا يوازي طريق الملك فهد بالرياض بانه ” شارع الهيئات ” لان عدد الهيئات الحكومية فيه لافت للنظر.
هذا ما اقترحه خاصة لضواحي الرياض الكبرى التي تسابق الزمن لتصبح من اكبر عشر مدن في العالم على كافة الأصعدة وهي ستفعل بإذن الله وستنجح نجاحا باهرا، وبالنسبة للمدن الأخرى لا اعرف تحديدا وضع الضواحي الجديدة، لكني انتبهت اثناء زيارتي لمدينة الطائف ان ضاحية جميلة اكتمل جزء كبير منها وتسلم عدد كبير من مستفيدي الإسكان وحداتهم لا تزال بدون كهرباء ويعيش الناس على مولدات وفرها المطور العقاري واحسب ان هذا امر يحتاج الى حل سريع وأتمنى ان تكون الوحيدة التي بهذا الوضع.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال