لماذا مجلس الإدارة؟

تطرق الأخ العزيز المهندس عبدالله الغبين في عدة مقالات في هذه الصحيفة، إلى موضوع مجلس الإدارة، مع التركيز تحديداً على موضوع الحوكمة، حيث هي مهمة رئيسة و أصيلة من مهام المجلس. إن ما يقوم به المهندس عبدالله أمر محمود، و اضافات رائعة لهذا الموضوع، حيث المجلس و أهميته و دوره من الموضوعات التي تستحق الكثير من النقاش و الحوار، و قد سبق أن أشرت إلى ذلك في عددٍ من المقالات ألتي نشرتها سابقاً حول هذا الموضوع.

قبل الحديث عن أهمية المجلس، ودوره، وما يستحقه من نقاش وحديث، يجدر بنا أن نبين لماذا تزداد هذه الأهمية و في هذه الفترة بالذات. السبب هو موجة الطروحات التي تتبناها هيئة السوق المالية للعديد من الشركات وادراجها سواء من خلال سوق نمو أو السوق الرئيس.

وهذا الطرح المتزايد، الذي لم تشهده السوق من قبل يتماشى مع أهداف الهيئة المنبثقة من رؤية المملكة 2030، والتي تهدف إلى زيادة حجم السوق السعودي و طرح العديد من الشركات للتداول كي يكون واحداً من كبريات الأسواق العالمية. إن هذا التوجه من هيئة السوق المالية، يفرض الحديث عن مجالس الإدارات، و أهميتها، و دورها، كي تسهم في إنجاح ما تتولاه من شركات، و تعمل على ازدهار و نمو و تطور و استمرار تلك الشركات، و جعلها مكوناً رئيساً في السوق السعودي، بل الاقتصاد السعودي اجمالاً، الذي تستهدفه الهيئة.

إن مجلس الإدارة هو السلطة الأعلى الممثلة لملاك الشركة، المعني بالاشراف على الشركة، وتوجيهها، لتحقيق أهداف وتطلعات مالكيها، و كافة العاملين و المتعاملين معها، من موظفين و عملاء و جهات رقابية و غير رقابية متعددة. تكمن أهمية المجلس في كونه الجهة المناط بها رسم التوجهات الاستراتيجية للشركة، والتأكد من قدرة المجلس و الجهاز التنفيذي للشركة من تحقيق تلك التوجهات، وحسن التعامل مع المتغيرات التي قد تحدث في المستقبل. القيام بذلك الدور، يتطلب أن يكون المجلس على معرفة ومقدرة على التعامل مع المخاطر التي تعترض الشركة، أو قد تعترضها مستقبلاً، و هي مخاطر متنوعة و متعددة منها المالي و التقني و الإداري و التنافسي و التشريعي و غير ذلك، و كل ذلك يحتم على المجلس اختيار الرئيس التنفيذي الأنسب للمرحلة التي تمر بها الشركة و العمل معه جنباً إلى جنب لتمكين الشركة من النجاح و الازدهار مع ضرورة معرفة المسافة الفاصلة بين عمل المجلس و عمل الرئيس التنفيذي. و كي يستطيع المجلس القيام بذلك الدور فإن إولى نجاحاته هو أن يتم تشكيله بالطريقة التي تناسب الشركة و تمكنها من تحقيق أهدافها وتطلعاتها، و قبل ذلك تطورها و استمرارها، و هذا موضوع يستحق النقاش منفرداً.