الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
عبر التاريخ، لم تكن الأسواق مجرد تجمعات لبيع وتبادل البضائع، بل كانت مراكز نابضة بالحياة، تجمع بين التجارة، والثقافة، والتواصل الإنساني. من عكاظ إلى ذي المجاز، ومن حجر اليمامة إلى دومة الجندل، كانت هذه الأسواق ملتقيات للحوار وتبادل الأخبار، ومنصات لصناعة القرار والتأثير. وفضاءات تحتضن الفكر، وتُشكّل الوعي، وتُسهم في تطور المجتمعات.
واليوم برغم اختلاف الأزمنة، تلعب الفعاليات الاقتصادية الدور ذاته، لكنها تأخذ أشكالًا أكثر تطورًا وحداثة، عبر المعارض، المنتديات، والمؤتمرات، التي أصبحت أدوات رئيسية في تسويق المدن وجذب الاستثمارات. فالمدينة التي تنجح في تنظيم فعاليات نوعية، تفتح أبوابها أمام المستثمرين، وتعزز من هويتها التنافسية، وتصنع لها مكانًا على الخارطة الاقتصادية العالمية.
ومنذ أن إنطلقت مسيرتي في المدينة المنورة، كنت مدركاً أن الفعاليات ليست مجرد تجمعات مؤقتة، بل هي محركات تنموية قادرة على إحداث تغيير حقيقي. وكان أول الغيث ملتقى صناع العقار في المدينة المنورة، الذي أُقيم برعاية كريمة من سمو أمير المنطقة، وأسفر عن توقيع اتفاقيات ومذكرات تفاهم تحولت اليوم بحمد الله إلى مشاريع يجري تنفيذها على أرض الواقع.
هذا النجاح دفعنا إلى إطلاق (ميدكس)، المعرض الذي يحمل شعار: “المدينة المنورة.. مهد الضياء وحاضرة المستقبل”.حيث لم يكن حدثاً عابراً، بل كان نافذة لاستعراض أضخم المشاريع التنموية، وتسليط الضوء على المبادرات المجتمعية، وإبراز مشاريع رواد الأعمال، ليحقق بذلك أصداءً واسعة ونتائج ملموسة.
واستكمالًا لهذه المسيرة، جاء تنظيم معرض عقارات المدينة (ميدستيت)، وهو معرض مختص بأهم وأبرز مشاريع شركة المقر وشركائها، ليحظى كذلك برعاية كريمة من سمو أمير المنطقة – حفظه الله.
الفعاليات ليست مجرد تجمعات اقتصادية، بل هي فرصة ذهبية لاستقطاب العقول، وخلق بيئة حوارية شفافة، وكشف التحديات، وابتكار الحلول. إن زيارة مدينة جديدة لحضور فعالية اقتصادية لا تقتصر على حضور اللقاءات والندوات، بل تمنح الزائر إحساسًا بالمكان، وتحفزه على استكشاف الفرص، والتفاعل مع البيئة، وإعادة تشكيل أفكاره بطرق غير تقليدية.
وعلاوة على ذلك، تأتي الأبعاد الثقافية والإنسانية التي تجعل لكل مدينة بصمتها الخاصة، من اللهجات، والمأكولات، والموروث الشعبي، والمعالم التراثية، مما يخلق تجربة شخصية فريدة، وذكريات تبقى محفورة في الأذهان.
لقد رأينا نجاح فعاليات مثل منتدى الاستثمار في عسير، ومنتدى الاستثمار في القصيم، التي ساهمت في تسليط الضوء على المزايا الاستثمارية لمناطقها. لكن التحدي الأكبر يكمن دائمًا في الاستمرارية، وتطوير المحتوى، وضمان تقديم فرص حقيقية تلبي طموحات المستثمرين والمهتمين.
ختامًا.. الفعاليات ليست مجرد تواريخ على الرزنامة، بل هي نبض المدينة، وسر تميزها، وجسرها نحو المستقبل.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال