الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
ليس الأمر مهما أن نفكر بدرجة عالية في هذه المسألة التالية التي سيعرج عليها الرأي هنا… لكن علينا أن نعرف بدرجة عالية أيضا أنها حاضرة جدا وتزيد وتيرة حضورها في عالم اليوم ليس الوظيفي والاقتصادي بل الاجتماعي.
يتحدث خبراء الذكاء الاصطناعي عن تأثر 100 مليون وظيفة بالذكاء الاصطناعي خلال أقل من عقد أو تزيد قليلا.. الأمم المتحدة تحدثنا عن موت أو تأثر 40% من الوظائف القائمة الآن بسبب AI.
الماليون المسؤولون عن الادخار وتعظيم الثروات يجرونا إلى مؤسساتهم بالقول إن لديهم برامج متقدمة في الذكاء الاصطناعي ترشدك إلى أفضل السبل وفقا لدخلك للادخار أو الاستثمار.
وكلاء السفر أو أنت قد تمنح هذه البرامج حق اختيار المكان المناسب لإجازتك وأسرتك ليس حسبا لميزانيتك بل وفقا لمزاجكم العام أيضا وتتبع بحثك الدائم عن الطقس والمقاهي… خوارزميات لا متناهية.
ابنك لا يرى أنك تعرف أكثر عن الجامعات المحلية أو الخارجية المناسبة لقدراته… حمل درجته وصورته واهتماماته وربما أكثر، واختار له الذكاء الاصطناعي ما يناسبه بين نيوزلندا وفيرجينيا مرورا بالرياض.
عفوا هذا صحيح؟ لديك وقت قصير في سفر داخلي تريد أن تزور العلا والقائمة طويلة، لا يمكنك أن ترى كل الناس. ضع قائمتك بحد ما تستطيع من البيانات سيحدد لك أي برنامج متقدم في الذكاء الاصطناعي – باستثناء – Deepseek من هم الأولى بالمعروف.
أمثلة عديدة كما ترا ليس بوسعنا ذكرها، تقع معظمها خارج مسألة الوظائف التي نتحدث عن علاقتها يوميا بالذكاء الاصطناعي.
هل أنت صحافي فني تريد أن تعرف درجة حظوظ الأفلام المتنافسة في أوسكار قبل سفرك إلى لوس إنجلوس، اسأل برنامجك المختص كسبا للوقت والجهد.
في أبريل أريد السفر إلى هونج كونج وأعرف أنها جزيرة استوائية، لكني لا أعرف ما اللبس لناحية الذوق العام المناسب هناك، الذكاء الاصطناعي سيقول لك ذلك ليس للطقس لأنه استوائي بل للمناسب، لتجد نفسك منسجما.
أنت في الرياض… مساء الخميس ضع حد أدنى من البيانات ستجد الفيلم السينمائي المناسب لك والمكان والوقت المناسبين … بين الواجهة وكافد ورياض بارك مثلا هذه أمثلة منتقاة بتواضع… هنا نكرر نحن (بدرجة عالية) أمام منتج متخلق جديد، يعيد فلسفة الحياة اقتصاديا وثقافيا واجتماعيا.
لم يعد الحديث عن فلسفة (الذكاء الاصطناعي) وحيويته مجرد كلام ومعرفة متقدمة، بل حقيقة تتولد في حياتنا وتتزايد حضورا يوما بعد يوم.
نحن لا نفكر حاليا في قدرات الذكاء الاصطناعي وقدرات الخوارزميات، ربما نفكر هل: يملك عقلا يفكر مماثلا للعقل الذي نملكه أو يجتهد للوصول له؟
يمكننا أن نصنف مع الذين يعتقدون أن برنامج الذكاء الاصطناعي ليس إلا برمجيات بشرية (يتجاهلون المعالجات الخوارزمية)، أو الذين يستحسنون القول إنه أمر يتعلق بالوظائف وسنطور أنفسنا ويموت (يتجاهلون المذيعين الروبرتات في تلفزيونات العالم). أو يقولون ممكن يحدث لكن العمل الإبداعي والفكري يبقى بشريا: هنا السلسة تطول.
هل نحن أمام منافس جديد أكثر مهارة منا؟
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال