الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
عشتُ في الرياض ثمان سنوات قبل انطلاق رؤية المملكة 2030، كنت أعرف شوارعها وأحيائها وألفت إيقاعها الهادئ. كانت مدينة كبيرة، لكنها تسير بوتيرة ثابتة دون قفزات. اليوم، وأنا أزورها بعد هذا التحول الكبير، أشعر أنني في مدينة جديدة تمامًا.
لم تعد الرياض مجرد عاصمة تقليدية ككل عواصم الدنيا، بل أصبحت مدينة ملهمة تنبض بالحياة، ومركزًا للقرار العالمي تلمس ذلك في الاقتصاد والسياسة والرياضة والثقافة والتقنية، وباتت بمساحتها الجغرافية المحدودة فضاء ممتداً غير محدود للفرص الملهمة. كل شيء تغير للأفضل، من البنية التحتية إلى كافة مناحي الحياة المليئة بتفاصيل تمنح ساكنيها جودة في الحياة تنافس بها أكبر العواصم العالمية.
الهوية الثقافية والتاريخية في قلب التطور
رغم هذه القفزات الكبيرة نحو المستقبل، لم تتخلَّ الرياض عن هويتها، بل استطاعت أن تمزج بين الأصالة والحداثة. مشاريع مثل بوابة الدرعية، حي الطريف، والمتحف الوطني تُعيد إحياء الإرث السعودي، وتحكي قصة مدينة لم تنسَ جذورها. فقد وازنت منذ اللحظة الأولى لإطلاق مستهدفاتها التنموية بين مشاريع ناطحات السحاب، وهوية تراثية أصيلة تربط ماضيها بمستقبلها وتقدم من خلاله للعالم إرثها التاريخي برؤية حديثة.
الرياض كوجهة سياحية عالمية
منذ سنوات قليلة، لم يكن أحد يفكر في الرياض كوجهة سياحية، أما اليوم، فقد أصبحت من أكثر المدن جذبًا للزوار. فعاليات مثل موسم الرياض، الفورمولا 1، والمعارض والمؤتمرات الكبرى والفعاليات الثقافية المتنوعة جعلت المدينة نقطة جذب عالمية. ومع افتتاح مشاريع ترفيهية كبرى مثل القدية، ستتحول الرياض إلى عاصمة للترفيه والرياضة، تنافس كبرى المدن العالمية في هذا المجال.
التحول في جودة الحياة والمرافق العامة
من أكبر التحولات التي شهدتها الرياض هو تحسين جودة الحياة. المدينة التي كانت تعتمد على السيارات فقط، أصبحت اليوم أكثر ملاءمة للمشي والتفاعل الاجتماعي، بفضل مشاريع أنسنة المدن، المساحات الخضراء، والمتنزهات. اليوم يمكنك الاستمتاع بنزهة في وادي حنيفة، حديقة الملك سلمان، أو ممشى واجهة الرياض، حيث أصبحت الرياض مدينة تعزز حياة سكانها وزوارها على حد سواء.
ريادة الأعمال والاقتصاد المزدهر
إذا كنت تبحث عن مدينة الفرص، فالرياض اليوم هي الوجهة المثالية. بفضل السياسات الاقتصادية الجديدة، أصبحت بيئة حاضنة للشركات الناشئة والمستثمرين. اليوم، العديد من الشركات الكبرى تنقل مقراتها الإقليمية إلى الرياض، مما يعزز من مناخ الأعمال والتوظيف. كما أن دعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة أصبح جزءًا أساسيًا من النهضة الاقتصادية في المدينة.
التحول الرقمي والذكاء الصناعي
واحدة من الجوانب التي غيرت تجربة الحياة في الرياض هي التحول الرقمي. اليوم، يمكن إنجاز معظم المعاملات الحكومية من خلال التطبيقات الذكية، والخدمات الإلكترونية أصبحت متطورة وسريعة. كما أن مشاريع المدن الذكية والذكاء الصناعي بدأت تأخذ حيزًا أكبر، مما يجعل الرياض مدينة من مدن المستقبل يمكن مشاهدتها الآن.
الرياض.. مركز القرار العالمي
في السابق، كانت الرياض مدينة ذات طابع محلي وإقليمي، لكنها اليوم عاصمة للقرار العالمي. استضافة القمة الأمريكية الروسية مؤخرًا، واستقبال قادة العالم بشكل مستمر، يعكس الدور الجديد الذي تلعبه المدينة وهكذا لم تعد الرياض مجرد عاصمة سعودية بدور إقليمي تاريخي ، بل أصبحت ساحة رئيسية لصنع القرار الدولي، ومركزاً للدبلوماسية والسلام العالمي تفد إليه الدول وقادتها في كل أزمة عالمية لتحيطها الرياض بحكمة قادتها وتمنح كبريات التحديات العالمية فرصة للحل.
الرياض وجهة المستقبل
كل هذه التغيرات التي نشهدها اليوم ليست سوى البداية ومن المتوقع خلال السنوات القادمة، أن تزداد وتيرة الأعمال وتشهد الرياض مشاريع أكبر من بينها:
مشروع المربع الجديد، الذي سيغير مفهوم المدن المستقبلية.
التوسع في النقل العام، ليجعل التنقل داخل المدينة أكثر سهولة وكفاءة.
استقطاب المزيد من الفعاليات العالمية، لترسيخ مكانتها كمركز دولي.
اضاءة :
في كل زيارة، أرى مدينة مختلفة. لا يمر عام إلا وتُعلن مشاريع جديدة، وتتغير ملامح الرياض بطريقة مذهلة
وهكذا تتجه هذه العاصمة الكبرى اليوم لتكون حاضنة أولى لرؤية طموحة تتجلى فيها مكتسبات وطنية مليئة بالأحلام الممكنة بسواعد جيل سعودي متعلم يقف خلف قيادته في السعي للمنافسة العالمية حيث مكان الرياض وخلفها جغرافية مملكتنا الحبيبة من الشمال الى الجنوب ومن الشرق الى الغرب
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال