الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
القرارات العقارية الصادرة الأسبوع الماضي ليلة العيد كانت مثالا جديدا وعميقا لنضج التجربة التنموية السعودية واستفادتها من تجاربها السابقة واستلهامها للمستقبل وهذا امر عرفه الجميع يقينا من قيادة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان للملفات التنموية وعلى رأسها رؤية 2030.
عند التأمل في الأمر ستضخ الحكومة ممثلة في الجهة المختصة بين 10 الى 40 الف قطعة ارض مطورة ومكتملة الخدمات سنويا خلال خمس سنوات، وهذا يعني متوسط سنوي يبلغ 25 الف قطعة ارض، واجمالي تقريبي متوقع يزيد على 125 الف قطعة ارض بسعر يعد اليوم حلما لكثير من الناس الذين كانوا ينتظرون الفرصة للشراء بضعف او ضعفي هذا السعر لأراضي لم تكتمل نصف خدماتها.
أراضي مطورة مكتملة الخدمات يعني انه لن يعود هناك هدر في الحفريات ومناقصات الخدمات الأساسية وسيكون كل شيء جاهز للبدء في الحياة بجودة عالية أتوقع انها لن تشهد ” الصبات ” كثيرا، ولن ترى شوارعها مليئة بآثار مختلفة لعمليات إضافة الخدمات وصولا الى تمديد المياه الرمادية لمشروع الرياض الخضراء، أجمل مشاريع الرياض المستدامة.
هذه الأراضي جنبا الى جنب مع الأراضي التي ستعرض في السوق بعد رفع الإيقاف عن مساحات كبيرة لا يعني فقط زيادة المعروض العقاري وتحقيق التوازن في السوق لإتاحة فرص السكن لشرائح اكبر من المجتمع، وتحقيق الاستقرار لهم، نه أيضا يعني ان هناك عشرات آلاف الفرص التجارية والاستثمارية للمحلات التي توفر السلع والخدمات للأحياء الجديدة وسكانها الجدد، ومن قبلها عشرات آلاف الفرص للمقاولين الصغار، ومصنعي وتجار الأثاث، والتجهيزات المنزلية، والأجهزة المنزلية، إضافة الى المدارس الخاصة، ونوادي الرياضة، وكل ما يحتاجه أي حي جديد وسكان جدد بعشرات الألاف .
عقاريا يخطئ من يظن ان الشركات العقارية والمطورين والوسطاء متضررون او غاضبون، انهم امام فرص عمل وتداول جديدة وكبيرة ستعيد السوق الى حيويته، وستسهم في طرد مضاربي الأموال الساخنة، والمتطفلين على المهنة، وأصحاب الاستعراض في وسائل التواصل الرقمية.
تجار العقار ومطوريه المهنيين يزعجهم ارتفاع الأسعار لأنه ببساطة يحصر التعاملات في شريحة اقل من الناس، ويجعل العمل بطيئا وبالتالي يجعل العوائد تنخفض تدريجيا، انهم يفضلون التدوير وزيادة المبادلات بأسعار وارباح معقولة لكنها دائمة افضل من انتظار ضربات نادرة بأسعار خيالية.
هذه الخطوات مع قرب صور نظام جديد لرسوم الأراضي، وتوقعي الشخصي ان تصدر تنظيمات أخرى تخص العقارات القائمة غير المستغلة تماما او المهجورة في المستقبل الرقيب ستزيد المعروض، وستزيد حيوية العاصمة واعمالها وفرص التجارة للشباب والرياديين، وستزيد مدخرات واستثمارات المواطنين في مجالات أخرى كسوق الأسهم وصناديق الاستثمار وغيرها بعد ان يحصلوا على مساكنهم بأسعار تقترب من الواقع كثيرا.
ما يحدث اليوم سيساعد شريحة اكبر من الناس على السكن بعد ان كادت ان تضيع في المنتصف بين الشرائح المحتاجة التي صممت لها برامج الإسكان التنموي وجود الإسكان، والشرائح الأوفر حظا التي تستطيع شراء المتر بأسعار مرتفعة وغير معقولة.
الرياض تقدم للعالم نفسها كمدينة الاحلام والمستقبل، وتقدم لهم أيضا تجربة تنموية لا اشك انها ستصبح مرجعا اكاديميا وعمليا ونظاميا لكثير من عواصم ومدن العالم.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال