بداية من حجز تذكرة السفر وحتى لحظة هبوط الطائرة والوصول إلى المطار، يعمل الذكاء الاصطناعي بفعالية لتعزيز جميع جوانب السفر الجوي، وتحويله من معجزة ميكانيكية إلى تجربة ذكية ومترابطة. وفيما يلي بعض الأدوار الرئيسية التي تلعبها هذه التقنية في الطيران الحديث:
- الصيانة التنبؤية: تقوم خوارزميات الذكاء الاصطناعي بتحليل البيانات من أجهزة استشعار الطائرات للتنبؤ بالمشاكل الميكانيكية المحتملة قبل وقوعها. مثل شركة (Rolls-Royce) التي تطبق هذه التقنية لمراقبة أداء محركات الطائرة في الوقت الفعلي، مما يسمح بالصيانة في الوقت المناسب وتقليل حالات الفشل المفاجئة للمحرك. وبالتالي يقلل هذا النهج الاستباقي من وقت التعطل، ويطيل عمر مكونات الطائرة، ويحسن السلامة العامة من خلال ضمان عمل جميع الأجزاء بشكل صحيح.
- تحسين كفاء الرحلات الجوية: يعمل الذكاء الاصطناعي على تحسين مسارات الرحلات، مع مراعاة عدة عوامل مثل الظروف الجوية وحركة المرور الجوية وضبط صرفية الوقود. تستخدم شركة طيران (United) مثل هذه الأنظمة من أجل تقليل زمن الرحلات، والتحكم في الانبعاثات من خلال خفض استهلاك الوقود، مما يؤدي إلى عمليات أكثر كفاءة واستدامة، وكذلك تقليل التأخيرات.
- تعزيز السلامة: يمكن لأنظمة الذكاء الاصطناعي، مثل منصة (Skywise) التي تدمجها شركة (Airbus) في طائراتها، مراقبة أنظمة الطائرة المختلفة، وتحليل بيانات الرحلات الجوية للكشف عن الإشارات غير الاعتيادية، وتنبيه الطيارين إلى المخاطر المحتملة. ويمكن لهذا أن يساعد هذا في منع الحوادث وتحسين السلامة العامة للرحلات الجوية.
- زيادة الإيراد: تستطيع تطبيقات الذكاء الاصطناعي التحكم آليا وتغيير تسعير المقاعد على مختلف الرحلات بحيث ترفع الأسعار عند زيادة الطلب على رحلة محددة، وأيضا خفض السعر على الرحلات ذات الحمولة المنخفضة لتحفيز المبيعات. وشركة (Virgin Atlantic) تستخدم برنامج (Fetcherr) الذي يمسح بشكل مستمر نشاط المبيعات، ويغير الأسعار بناء على العرض والطلب بشكل آلي.
- خدمة العملاء الشخصية: يوفر الذكاء الاصطناعي روبوتات دردشة ومساعدين افتراضيين يقدمون دعمًا للعملاء، على مدار الساعة، للإجابة على الأسئلة المتداولة، والمساعدة في الحجوزات، والمساندة في مختلف المهام المتعلقة بالسفر. مثل هذه الخدمة التي تعتمد على منصة (Azure) تقدمها (الخطوط السعودية) في مساعد السفر الذكي عبر موقع الانترنت وتطبيق الهاتف الذكي.
- تحسين عمليات المطار: تستخدم المطارات بشكل متزايد أنظمة مختلفة مدعومة بالذكاء الاصطناعي لتحليل أنماط حركة الركاب، والتنبؤ بأوقات ذروة تدفق المسافرين، وتحسين تخصيص الموارد. مما يؤدي إلى عمليات مطار أكثر سلاسة وتقليل أوقات الانتظار، وتعزيز تدابير الأمن. مثل الخدمات الأرضية التابعة لشركة (Lufthansa) التي تستخدم برنامج (Deep Turn Around) لتقليل التأخير في العمليات الأرضية، وتعزيز الالتزام بالوقت في عمليات تصعيد وإنزال الركاب.
- الرحلات الذاتية المستقلة: على الرغم من أن هذا النوع من الطيران لا يزال في مراحله الأولى، إلا أن الذكاء الاصطناعي يمهد الطريق لها بفعالية كبيرة. وشركة (Volocopter) مثلا تقدم محاولات لتطوير سيارات الأجرة الجوية المستقلة، باستخدام تقنيات الآلة الذكية للتنقل والتحكم في الطائرة، مما يوفر لمحة عن مستقبل النقل الجوي.
هذه ليست سوى أمثلة قليلة عن كيفية قيام الذكاء الاصطناعي بتحويل صناعة الطيران. ومع استمرار التطور المطرد لهذه التنقية، يمكننا أن نتوقع رؤية المزيد من التطبيقات المبتكرة في السنوات القادمة، مما يجعل السفر الجوي أكثر أمانًا، وكفاءة، واستدامة.