الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
قيادة صنعت التحول وأعادت تشكيل الواقع لنهضة وطن وصعود طموح، ليصبح الحلم إنجازًا، وتنهض السعودية لتصنع النهضات وتقود الإرادة نحو المستقبل.
خلف هذا النجاح الذي تشهده المملكة اليوم، يقف ولي العهد الأمير محمد بن سلمان – حفظه الله – قائد آمن بالتغيير، ودعم الرؤية، وصاغ طريقًا جديدًا للمستقبل في ظل توجيهات ومتابعة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز- حفظه الله-. لم تكن رؤية السعودية 2030 مجرد خطة اقتصادية، بل مشروعًا وطنيًا شاملًا غيّر قواعد اللعبة، ونقل المملكة من اقتصاد يعتمد على النفط إلى اقتصاد متنوع، ديناميكي، ومبني على الفرص.
في صميم هذا التحول، برزت مشاريع التغيير العميق التي انطلقت من الرؤية وامتدت إلى تفاصيل الحياة اليومية والاقتصادية. أول هذه التحولات كان في تنويع مصادر الدخل، وهو التحدي الذي ظل لعقود حبيس التحليلات دون أن يجد سبيله إلى التنفيذ. لكن الرؤية كسرت هذا القيد، فتحركت القطاعات غير النفطية بنمو متصاعد، وسجلت السعودية نموًا في الناتج المحلي غير النفطي بنسبة 4.3% خلال عام 2024، وبلغ النمو في الربع الرابع من العام نفسه 4.7%، ما يعكس استمرارية الدفع القوي نحو التنويع الاقتصادي. وشهدت المملكة توسعًا كبيرًا في مجالات السياحة، والخدمات اللوجستية، والترفيه، والصناعة، مما عزز الناتج المحلي وأوجد فرصًا جديدة للاستثمار والنمو.
وفي موازاة ذلك، شهدنا تحولات اجتماعية عميقة أثرت مباشرة في السوق، كان أبرزها دخول المرأة إلى سوق العمل بشكل واسع. لم تكن هذه الخطوة مجرد مسألة تمكين، بل خيارًا اقتصاديًا ذكيًا ساعد على توسيع قاعدة القوى العاملة، وزيادة معدلات الإنتاج، وتحقيق مزيد من التنوع في بيئة الأعمال. المرأة اليوم لم تعد على الهامش، بل أصبحت جزءًا فاعلًا في المعادلة الاقتصادية، تشارك وتبادر وتنافس. نسبة مشاركة المرأة في سوق العمل ارتفعت من 17% إلى أكثر من 36% في أقل من خمس سنوات، في تحول غير مسبوق في المنطقة.
أما التحول الرقمي فلم يكن رفاهية، بل ضرورة اقتصادية. ما تحقق في هذا المجال جعل المملكة واحدة من الدول المتقدمة تقنيًا؛ حيث تسارعت العمليات، وتحسّنت الكفاءة، وتعززت الشفافية، وبدأ الاقتصاد الرقمي يتشكل بفرصه الواعدة في التجارة الإلكترونية، والتقنيات المالية، والخدمات الذكية. المملكة اليوم تحتل المرتبة الثانية عالميًا في جاهزية الحكومة الرقمية وفقًا لبعض التصنيفات، وهو إنجاز لم يكن ليحدث لولا الإرادة السياسية والدعم المؤسسي العميق.
وفي خضم هذا الزخم، برزت المشاريع الكبرى مثل نيوم، وذا لاين، والبحر الأحمر، بوصفها تجسيدًا لطموح لا يقف عند حدود الممكن. هذه المشاريع أعادت رسم الجغرافيا الاقتصادية، وأوجدت نماذج تنموية جديدة تستند إلى الابتكار، والاستدامة، والتقنيات المتقدمة، لتكون المملكة من خلالها حاضنة للمستقبل ومختبرًا عالميًا للأفكار الكبرى.
ولأن التحول لا يكتمل دون إعادة هندسة المراكز الاقتصادية، فقد شهدنا صعود المدن الاقتصادية كمراكز مالية واعدة، تستقطب رؤوس الأموال، وتستوعب الكفاءات، وتقدم بيئة أعمال حديثة ومتكاملة. الرياض اليوم تقترب بخطى حثيثة من أن تكون مركزًا ماليًا إقليميًا، وهو ما تعكسه استضافة المملكة لمؤتمرات دولية كبرى، وإطلاق برنامج جذب المقرات الإقليمية للشركات العالمية.
وفي مواجهة التحديات المناخية، اختارت المملكة أن تخوض التحدي من زاوية اقتصادية مبتكرة؛ فدفعت بمبادرات الاستدامة والزراعة الذكية، وعززت الاقتصاد الأخضر، واستثمرت في الطاقة النظيفة، في مشهد يعكس توازنًا نادرًا بين التنمية وحماية البيئة. مبادرات مثل “السعودية الخضراء” و”الشرق الأوسط الأخضر” باتت تمثل التزامًا دوليًا يتجاوز النوايا إلى الأفعال.
ومن بين محركات التحول، تتصدر ريادة الأعمال والمنشآت الصغيرة مشهد النمو الجديد. بيئة العمل أصبحت أكثر مرونة، والتشريعات أكثر دعمًا، والفرص أكثر تنوعًا، مما جعل من هذه المنشآت منصة رئيسية للابتكار وتوليد الوظائف. اليوم، أكثر من 99% من الشركات في السعودية تُصنّف كمنشآت صغيرة ومتوسطة، وهي تشكل ركيزة أساسية في تحقيق أهداف الرؤية.
ختام القول..
في قلب كل اقتصاد ناهض، هناك إنسان ينهض، وحلم يُبنى، وقيادة تمضي دون أن تلتفت للخلف. وما تصنعه السعودية اليوم هو أكثر من نمو اقتصادي؛ إنه وعي جديد، وهوية تتجدد، ومكانة تُعاد كتابتها على خارطة العالم بثقة وثبات. لقد تجاوزنا مرحلة الاعتماد على النفط، وبدأنا عصرًا اقتصاديًا متنوعًا يقوده الطموح، وتدعمه الإرادة، وترعاه رؤية واضحة المعالم. لم تعد المملكة تنتظر الفرص، بل تصنعها. ولم يعد العالم يراقبها من بعيد، بل يقترب منها، شريكًا أو متعلمًا.
التحول لم ينتهِ، بل بدأ للتو. وما تحقق ليس نهاية الطريق، بل بدايته الحقيقية. الطريق لا يزال مفتوحًا، لكن الخطى ثابتة، والرؤية راسخة، والمستقبل؟ لا حدود له حين تكون القيادة مؤمنة، والطموح ممتد، والإنسان في قلب كل قرار.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال