السعودية ونمو قطاع النقل الجوي

رغم التحديات العالمية التي يشهدها الاقتصاد، مثل تقلبات الأسواق واضطرابات سلاسل الإمداد، فإن قطاع الطيران لا يزال يشكل محركا رئيسيا في الاقتصاد. وبصفتي متخصصا في هذا المجال، أرى أن الطيران ليس مجرد قطاع نقل. خصوصا مع رؤية المملكة 2030 يعتبر الطيران السعودي توجها استراتيجيا نحو تحول اقتصادي عميق، يتضمن تطوير بنية تحتية قوية ودعما لقطاعات متنوعة كالتجارة والسياحة.

وفقا لبيانات الاتحاد الدولي للنقل الجوي (IATA) يمثل قطاع الطيران 3.6%  من الناتج المحلي الإجمالي العالمي، وتوليد أكثر من 65 مليون وظيفة في جميع أنحاء العالم. وعلى الرغم من هذه الأرقام الكبيرة، فإن الطيران السعودي الذي قد يشكل حلقة وصل استراتيجية بين الشرق والغرب، ونقطة محورية في التجارة العالمية يملك حصة بسيطة من هذا السوق.

فقد بدأت في السعودية مشاريع ضخمة لتطوير المطارات أبرزها مطار الملك سلمان في الرياض. وهذا التطوير سواء في الخطوط الجوية او المطارات يعزز المركز العالمي للنقل الجوي. ويجعل الشحن الجوي الذي يمثل عنصرا حيويا في الاقتصاد العالمي، ضروري بتعزيز محطات الشحن لاستيعاب الزيادة المستقبلية في حركة البضائع.

هناك فرصة لتطوير محطات الشحن الجوي بشكل يتماشى مع الطلب المتزايد. يشير تقرير IATA إلى أن حجم التجارة العالمية عبر الشحن الجوي يقدر بنحو 6.8 تريليون دولار أمريكي سنويا، وهو ما يمثل حوالي 35% من التجارة العالمية من حيث القيمة، بينما كما ذكرت لا يتجاوز حجم التجارة الجوية السعودية نسبة صغيرة من هذا السوق.

الفرص الكبيرة في تطوير الشحن الجوي

إحدى الفرص الكبرى تكمن في تخصيص “مطار أقل كثافة” لشركة شحن لتشغيله وتطويره. هذا سيسهم في تخفيف تكاليف التطوير على الجهات المسؤولة، ويمنح القطاع الخاص دورا أكبر في تعزيز النمو الاقتصادي المحلي. على سبيل المثال، تمتلك شركة FedEx في الولايات المتحدة مطار خاص في ممفيس، وهو أكبر مركز شحن جوي عالمي. هذه التجربة تمثل نموذجا مثاليا يمكن للسعودية تبنيه لتحفيز قطاع الشحن الجوي.

تحت المجهر…

أرى أن قطاع النقل الجوي في السعودية ليس مجرد حافز اقتصادي، بل هو محرك حقيقي للابتكار والنمو. ومع التركيز المتزايد على توسيع محطات الشحن الجوي، تبرز أمامنا فرصة ذهبية لتحفيز الناتج المحلي الإجمالي وتعزيز الاقتصاد المحلي بشكل عام. في هذا السياق، أفكر جديا في إعادة دراسة الماجستير في تخصص إدارة النقل الجوي.

فالشحن الجوي لا ينقل البضائع فقط، بل ينقل الفرص.