الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
في خضم التحولات الاقتصادية التي تشهدها المملكة العربية السعودية برزت السياحة الداخلية كأحد أهم محركات النمو الاقتصادي وتنويع مصادر الدخل، ليس فقط عبر تعزيز الإنفاق المحلي، بل أيضًا من خلال جذب الاستثمارات النوعية إلى قطاعات جديدة واعدة.
خلال السنوات الماضية، شهدت العديد من المناطق السعودية نهضة سياحية لافتة، قادتها استثمارات محلية ودولية عززت من جاذبية السياحة الداخلية. مواسم السعودية أعادت تعريف مفهوم السياحة الداخلية، وجعلت من المدن والمحافظات المحلية منصات جذب للفعاليات والمهرجانات والاستثمارات الداعمة، مما أسهم في تنشيط قطاعات الإيواء، والمطاعم، والنقل، والخدمات المساندة.
مشاريع كبرى مثل مشروع العلا الذي أصبح وجهة ثقافية وسياحية عالمية، ومشروع البحر الأحمر الذي يمثل نموذجًا للسياحة الفاخرة المستدامة، هي أمثلة حية على كيف يمكن للاستثمار في البنية السياحية أن يخلق منظومات اقتصادية متكاملة توفر آلاف الوظائف وتدفع بعجلة التنمية.
اليوم تتسع رقعة الفرص أمام المستثمرين ورواد الأعمال. تتراوح هذه الفرص بين إنشاء الفنادق والمنتجعات البيئية، وتطوير المرافق الترفيهية، إلى الاستثمار في النقل السياحي الذكي، وتقديم حلول رقمية لتحسين تجربة السائح.
من أبرز الفرص الواعدة الاستثمار في السياحة البيئية بالأخص مع الاهتمام العالمي المتزايد بالاستدامة، تبرز الفرصة لإنشاء منتجعات بيئية تستفيد من تنوع المملكة الطبيعي بين الصحارى والجبال والسواحل. السياحة الثقافية والتراثية أيضاً تعد من الفرص الواعدة للاستثمار، مثل مراكز الزوار والمتاحف الحية ومرافق الضيافة قرب المواقع الأثرية.
مع تنظيم المملكة لفعاليات كبرى في المجال الرياضي مثل الفورمولا 1، ورالي دكار، والبطولات الدولية فهناك العديد من فرص الاستثمار الواعدة في السياحة الرياضية، فالحاجة لبنية تحتية رياضية وسياحية متطورة تخلق مزيد من الفرص الواعدة للاستثمار في السياحة الرياضية.
وقد يكون أحد أهم المجالات التي تخدم تطور السياحة المحلية هي تطور التقنيات السياحية مثل تطبيقات الحجز الرقمي، والمرشدين السياحيين الذكيين، وتجارب الواقع الافتراضي المرتبطة بالمعالم التاريخية تعد من أهم الفرص الاستثمارية الواعدة التي من الممكن أن تسهم في تطور وتعزيز السياحة الداخلية.
عززت المملكة بيئة الاستثمار السياحي من خلال إطلاق الاستراتيجية الوطنية للسياحة، وتقديم تسهيلات مثل الرخص السياحية الموحدة، وبرامج التمويل والدعم مثل صندوق التنمية السياحي، مما يجعل الدخول إلى القطاع أكثر مرونة وجاذبية.
كما أصبحت السياحة أحد أكثر القطاعات دعماً من حيث التسهيلات الاستثمارية، بفضل تخفيض متطلبات التراخيص، وتقديم إعفاءات ضريبية وحوافز تمويلية، وإطلاق مناطق اقتصادية خاصة في بعض الوجهات السياحية الكبرى.
في ظل هذه المعطيات، لا تبدو السياحة الداخلية مجرد رافد اقتصادي بل أصبحت منصة استثمارية متكاملة. المستقبل القريب يحمل فرصًا هائلة للمستثمرين الذين يتطلعون لاقتناص الفرص، وبناء مشاريع تلبي شغف اكتشاف بلادهم، وتضع المملكة في مصاف أبرز الوجهات السياحية العالمية.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال