الفعالية الناجحة ليست صدفة… مشاهد من خلف الكواليس

اللي يعتقد إن نجاح الفعاليات مجرد ضربة حظ، غالباً ما شاف وش يصير خلف الكواليس، الفعالية الناجحة ما تجي بالصدفة، ولا تجهز في يوم وليلة وراء كل فعالية ناجحة، فيه قرارات كثيرة، تفاصيل صغيرة، وجهود كبيرة تبدأ من قبل لا ينوضع أول كرسي في القاعة.

من واقع تجربتي، صرت مؤمن إن النجاح الحقيقي ما له علاقة بالزحمة ولا بالأضواء، النجاح يقاس بشيء واحد فقط, وش يأخذ الزائر معه بعد ما يطلع؟ شعور، فكرة، معلومة، أو حتى علاقة جديدة.

أول شيء لازم تعرفه إذا بتدخل مجال الفعاليات، إن الهدف هو كل شي، كثير من الفعاليات تضيع لأن أصحابها ما حددوا هدفهم من البداية، إذا ما كنت عارف أنت وش تبغى من الفعالية، فقراراتك بتصير عشوائية، وردات فعلك بتكون متأخرة، لكن لما يكون الهدف واضح تلقى كل شي يمشي على خط واحد… من المحتوى، لنوعية الحضور، حتى توقيت الفعالية. 

أما الشكل والمناظر اللي تبهر أول ما تدخل، فهي تبهر العين مؤقتاً، لكن اللي يبقى فعلاً هو المحتوى، الزائر ما يرجع لنفس الفعالية عشان الإضاءة ولا شكل المدخل، يرجع لأنه فعلاً حس إن وقته ما راح على الفاضي، سمع كلام مفيد، وحضر جلسات مرتبة، ومتحدثين فاهمين، ومواضيع تهمه… هذي اللي تخلي الفعالية تبقى في البال.

ولا ننسى إن ورا كل فعالية ناجحة فيه فريق يشتغل بهدوء، ما ينشاف، بس شغله واضح، يبدون من بدري، أحياناً قبل الحدث بأسابيع، ويمكن شهور، كل واحد فيهم عارف وش عليه، وكلهم على قلب واحد، بدون هالتكامل، حتى لو اسم الفعالية كبير، ما تمشي زي ما هو مخطط لها. 

والزائر، من لحظة ماتجيه الدعوة، إلى ما يدخل، ويتجول، ويحضر، وبعد ما يطلع، يعيش تجربة كاملة، هذه التجربة ما تشترى، تتبنى بعناية من سهولة الدخول، إلى وضوح الجداول، إلى وجود خدمات مساندة تساعده يتنقل ويتفاعل براحة.

وأول ما تنتهي الفعالية، كثير يحسب إن كل شي خلص وانتهى… لكن الحقيقة؟ الشغل الجاد يبدأ من هاللحظة، نراجع اللي صار، نكتب الملاحظات، نشكر اللي ساهموا، ونبدأ نرتب للي بعده، لأن النجاح ما هو بس فعالية تطلع بشكل حلو، النجاح سلسلة متصلة… كل فعالية تكمل اللي قبلها, وتجهزنا للي بعدها. 

الفعالية الناجحة عمرها ما كانت صدفة، ولا هي ضربة حظ، هي نتيجة شغل وتخطيط واحتراف، وفريق يعرف شغله ويشتغل من قلب، وكل فعالية ناجحة، حتى لو كانت بسيطة، تأكد إن وراها قصص كثيرة ما تنشاف كلها صارت من …خلف الكواليس.