الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
حين أُطلقت المملكه العربية السعودية رؤية 2030 قبل نحو تسع سنوات، لم تكن مجرد خطة اقتصادية، بل كانت إعلانًا عن تحول شامل يعيد صياغة مستقبل الدولة والمجتمع. رؤية طموحة وضعت السعودية على مسار جديد يتجاوز النفط، ويبني اقتصادًا متنوعًا، ويُعيد تشكيل موقع المملكة في العالم.
منذ ذلك اليوم، بدأت عجلة التحول تدور بوتيرة غير مسبوقة، وشهدت السعودية تغييرات جذرية في قطاعات عدة، وحققت مشاريعها العملاقة أصداء عالمية، وأصبحت التجربة المملكة محل دراسة ومتابعة من كبريات المؤسسات الدولية.
وخلف هذا التحول، يقف القائد الملهم، ولي العهد الأمير محمد بن سلمان – حفظه الله -، الذي قاد المشروع الوطني برؤية استباقية، وحوّل الطموح إلى خطة، والخطة إلى واقع، والواقع إلى مصدر إلهام للعالم.
تحولت السعودية إلى نقطة ارتكاز إقليمي في التنويع الاقتصادي، وصناعة المستقبل، وبناء الإنسان. وشهد العالم سلسلة متلاحقة من الإنجازات: من مشاريع أعادت تعريف التخطيط الحضري، إلى استثمارات استراتيجية طالت التقنية والرياضة والترفيه والاستدامة.
وباتت المملكة محط ترقب عالمي، ليس فقط بما ستفعله، بل بما تعلّمه. أصبح للرياض ثقلها في معادلات الاقتصاد العالمي، وارتفعت الأعين نحو صندوق الاستثمارات العامة باعتباره أحد أهم أدوات التحول، لا في الداخل فحسب، بل في صياغة مشهد الاستثمار العالمي.
وما بين مشاركة المملكة في محافل الاقتصاد الدولية، واستضافتها لأحداث تُعقد للمرة الأولى في المنطقة، أصبحت السعودية لاعبًا رئيسيًا لا يمكن تجاوزه في النقاشات الكبرى حول مستقبل المال والتقنية والاستدامة.
وفي هذا السياق، جاءت ورقة بحثية حديثة من جامعة ستانفورد الأميركية تؤكد هذه الصورة، موصية بالاستفادة من تجربة صندوق الاستثمارات العامة السعودي في إنشاء صندوق ثروة سيادي أميركي. وقبل ذلك، عبّر الرئيس الأميركي دونالد ترمب عن إعجابه بالصندوق واصفًا إياه بـ”مصدر إلهام”.
الورقة، التي حملت طابعًا تحليليًا، أشارت إلى أربعة دروس يمكن للولايات المتحدة الاستفادة منها من التجربة السعودية:
•
تحديد أهداف استراتيجية واضحة تربط الاستثمارات برؤية تنموية شاملة
•
الدخول الجريء في قطاعات المستقبل مثل الذكاء الاصطناعي والتقنية الخضراء
•
التعامل مع الاستدامة كقيمة اقتصادية أساسية وليست مجرد توجه بيئي
•
الالتزام بالانضباط المالي وتوجيه العوائد نحو استثمارات طويلة الأجل
الاهتمام الدولي المتزايد بالتجربة السعودية يعكس حجم التحول الذي تقوده رؤية 2030، ويؤكد أن ما يحدث لم يعد شأنًا محليًا، بل تحول إلى مرجع عالمي.
ختام القول.. كل ما يشهده العالم من اهتمام اليوم لم يأتِ صدفة، بل هو ثمرة رؤية واضحة بدأت بخطى واثقة، واستمرت بإرادة لا تعرف التراجع. رؤية وضعت الإنسان في قلب التحول، وجعلت من الاقتصاد وسيلة للنهوض لا غاية للربح فقط. رؤية لم تكتف بالإنجاز، بل قررت أن تُلهم به، وأن تتحول إلى تجربة يُستشهد بها.
خلف هذا التحول، قائد بنى الحلم وصاغ الرؤية بحكمة وطموح. الأمير محمد بن سلمان لا يقود فقط مشروعًا وطنيًا، بل يرسم ملامح مستقبل جديد للمنطقة والعالم.
السعودية لا تعيد تعريف مستقبلها فحسب، بل تعيد رسم ملامح المستقبل من حولها. والرؤية لم تُكتب لتُنجز فقط، بل لتُلهم. وما تحقق حتى الآن ليس إلا البداية. القادم أعظم، والعالم سيبقى يترقب، لأن المملكة ستُبهره بما لم يتوقع بعد.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال