الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
في لحظة مفصلية من تاريخ الوطن، اجتمع الحلم مع الإرادة، فانطلقت السعودية نحو مستقبل مختلف. ففي 25 أبريل 2016، أعلن صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، عن رؤية السعودية 2030، راسمًا بها ملامح وطن جديد بحجم الطموح، ورؤية تتجاوز الآفاق.
لم تكن تلك اللحظة مجرد إعلان عن مشروع إصلاحي، بل كانت نقطة تحول حقيقية في تاريخ المملكة، وميلاد قصة وطن أعاد تعريف طموحه، وقرر أن يصنع مستقبله بيد أبنائه.
رؤية وُلدت من رحم الحلم، لكنها كُتبت بالعمل، ونُفذت على الأرض، لتلامس كل مدينة، وكل قطاع، وكل إنسان يعيش على هذه الأرض.
لم تمضِ المملكة نحو أهدافها بخطى بطيئة، بل اندفعت بثبات وإصرار، مختصرة عقودًا من العمل في سنوات معدودة.
تجاوزت التحديات، وأعادت بناء مؤسساتها، وأطلقت مشاريع بحجم المستقبل، وبرامج بحجم الطموح.
صنعت حراكًا اقتصاديًا واجتماعيًا أعاد تشكيل الواقع الوطني، وفتح آفاقًا كانت تُعد بعيدة المنال.
رؤية السعودية 2030 لم تكن شعارًا دعائيًا، بل التزامًا حقيقيًا بإحداث تغيير شامل في مختلف جوانب الحياة.
ومنذ انطلاقها، تحولت من مجرد مستهدفات إلى واقع يعيشه المواطن والمقيم والزائر على حدٍ سواء، عبر إنجازات نوعية تمتد في عمق كل قطاع وواجهة كل مدينة.
وفي هذه الذكرى التاريخية العظيمة، جاءت كلمات قيادتنا لتعكس حجم الإنجاز وروح الطموح المتجدد.
جاءت كلمة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- في تقرير رؤية السعودية 2030 السنوي، مؤكدًا أن ما تحقق خلال السنوات الماضية من مكتسبات وإنجازات في مختلف القطاعات، محل اعتزاز وفخر، ومشددًا على مواصلة العمل لتحقيق الخير للوطن والمواطن.
كانت كلماته رسالة اطمئنان وثقة، تؤكد أن رحلة التحول مستمرة، وأن الرؤية أصبحت واقعًا معيشًا.
وقال سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- إن ما تحقق حتى اليوم هو مجرد بداية، وأن القادم أعظم، مشددًا على أن المواطن السعودي هو جوهر الرؤية ووقودها الحقيقي.
وفي رسالتي القيادة معًا، يتجلى أن رؤية السعودية 2030 ليست مجرد برنامج تنموي، بل مشروع وطني شامل، يحمل في جوهره الإنسان، ويقود المملكة إلى آفاق جديدة من الريادة والاستدامة.
بل لإثبات أن الحلم حين يتحول إلى عمل، يغدو واقعًا يفخر به العالم ويستلهم منه المستقبل.
إنها ليست مجرد رؤية.. إنها مشروع أمة.
مشروعٌ انطلق من قلب كل سعودي، ليعيد رسم صورة المملكة في نظر العالم، ويثبت أن بالإرادة نصنع المستحيل، وبالعزيمة نبني المستقبل.
رؤية تلامس الإنسان قبل البنيان، وتستثمر في المواطن قبل الموارد، وترتكز على مبادئ الطموح، والاستدامة، والتقدم الشامل.
هي خارطة طريق تقود المملكة إلى موقع متقدم بين دول العالم، وترسخ مكانتها بوصفها نموذجًا تنمويًا جديدًا قائمًا على الابتكار والكفاءة والمسؤولية.
التحول الذي قادته رؤية السعودية 2030 لم يكن محصورًا في قطاع دون آخر، بل شمل مختلف جوانب الحياة في المملكة.
ففي غضون سنوات قليلة، تحققت نسبة كبيرة من مؤشرات الأداء الاستراتيجي، وتجاوزت المملكة العديد من مستهدفاتها في قطاعات محورية، شملت سوق العمل، وتمكين المرأة، والعمل التطوعي، والتحول الرقمي، فضلًا عن الطفرة الكبيرة التي شهدها قطاع الترفيه، والتوسع في مشروعات الإسكان، وتحديث منظومة التعليم، وتعزيز حضور المملكة في مجالات الثقافة والتراث العالمي.
كما شهد قطاع الصحة قفزات نوعية من حيث جودة الخدمات، وتوسيع نطاق التغطية الصحية والرقمية، وتحسين الكفاءة التشغيلية في المستشفيات والمراكز الصحية.
وعلى صعيد السياحة الدينية، أصبحت المملكة اليوم نموذجًا عالميًا في خدمة ضيوف الرحمن، من خلال منظومة متكاملة لإدارة الحشود، وتطوير الخدمات في الحرمين الشريفين، وتسهيل استقبال المعتمرين والحجاج، بما يعكس عمق الاهتمام واستدامة التطوير.
وقد قاربت بعض البرامج الوطنية على تحقيق أهدافها النهائية قبل حلول عام 2030، في وقت تسارعت فيه وتيرة الإنجاز لتضع السعودية في مصاف الدول الأكثر تقدمًا.
وهذا التحول لم يكن وليد صدفة أو ظرف طارئ، بل نتاج تخطيط دقيق، وإرادة سياسية طموحة، وعمل مؤسسي متكامل يقوده الإنسان السعودي بكل فخر واقتدار.
ختام القول..
تمضي المملكة العربية السعودية بخطى واثقة نحو تحقيق طموحاتها الوطنية، مدفوعة برؤية أثبتت خلال فترة وجيزة قدرتها على تحويل الأهداف إلى واقع ملموس.
وستواصل المملكة، بقيادة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد – حفظهما الله -، تقدمها بثقة وعزيمة، مستندة إلى سواعد أبنائها وطموحاتهم، رؤية السعودية 2030 ستظل مصدر فخر لكل سعودي، ونموذجًا عالميًا لمسيرة تنموية تُبنى بالعزم، وتُنجز بالإرادة، وسنحكي لأجيالنا القادمة عن هذه الرؤية التي صنعت التغيير الكبير، عن الحلم الذي تحقق، وعن الوطن الذي لم يعرف المستحيل، ونعاهد وطننا الغالي على مواصلة البناء، واستكمال مسيرة التطوير والنهضة، متمسكين بمستهدفات رؤية السعودية 2030 وطموحاتها اللامحدودة.
وسيبقى هذا العهد شاهدًا على مرحلة تاريخية ألهمت العالم، ورسمت للأجيال طريقًا من الإلهام والعزة والفخر
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال