الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
بدأ مفهوم الحوسبة الكمية في بداية 1980 عبر العالم الأمريكي Richard Feynman الذي طرح مفهوم أن الحوسبة المكانيكية قد تحل مشاكل معقدة وصعبة لا تسطيع الحوسبة الاعتيادية حلها في الغالب. وبالتالي تطور المفهوم ليشمل حوسبة الخوازميات حدث اختراق كبير في مجال التشفير عبر العالم الأميركي Peter Shor .
الحوسبة الكمية أو ما يعرف ب Quantum Computing وهي مجال متعدد التخصصات يشمل جوانب علوم الحاسب والفيزياء والرياضيات وغيرها التي تستخدم قدرات معالجة كبيرة بهدف حل المشكلات المعقدة بسرعة أكبر من أجهزة الحاسب التقليدية. حسب مجموعة بوسطن الاستشارية أن الحوسبة الكمية سوف تخلق ما يقارب 850 مليار دولار كقيمة اقتصادية في عام 2040 منها 90 إلى 170 مليار دولار في البنية التحتية والتطبيقات الخاصة في الحوسبة الكمية . حسب CBNC, تم التعهد بضخ استثمارات، ودعم بحوالي 50 مليار دولار في مجال الحاسبات الكمية من بعض الحكومات من أجل دعم الأبحاث والتطوير في تقنيات الحوسبة الكمية. وقد أثر هذا الحراك والاهتمام بالحوسبة الكمية إلى ارتفاع القيم السوقية للشركات المتخصصة التي تعمل في هذا المجال بنسب كبيرة جدا؛ بسبب إقبال المستثمرين اعتقاداً منهم بقرب العائد المتوقع من هذه الاستثمارات.
أصبح هناك تفاوت في شركات التقنية الكبرى مثل شركة ألفابت، مايكروسوفت وأمازون في الدخول في مجال متعددة في الحوسبة الكمية ومنها شرائح المعالجة في الحوسبة الكمية. فمثال، أعلنت شركة ألفابت (Google) شريحة Willow التي لديها القدرة على معالجات بيانات 10 حواسب فائقة أو ما يسمى ب Supercomputers في مدة خمس دقائق فقط مقارنة بسنوات متعددة. وكذلك شركة مايكروسوفت التي أعلنت عن معالجها الكمي الجديد والأول من نوعه “Majorana 1″، والذي يمثل إنجازًا بعد 20 عامًا من البحث والتطوير. يعتمد المعالج الذي يُشبه الترانزستورات في رقاقات أشباه الموصلات في الحواسيب العادية، والتي تتيح لها مسارًا لتطوير أنظمة كمية يمكنها التوسع إلى مليون كيوبت (الكيوبتات هي الوحدة الأساسية للمعلومات في الحوسبة الكمية)، مما يفتح المجال أمام بناء حواسيب كمية صغيرة الحجم وقوية جدًا من حيث الأداء، قادرة على حل أصعب المشكلات، ومن المزمع إطلاقه قبل 2030، ولكن سوف تكون متاحة كجزء من شريحة الذكاء الاصطناعي Maia 100 التي أُعْلِن عنها سابقا، والتي سوف تكون منافسة لشرائح شركة NIVIDA في مجال الذكاء الاصطناعي. حتى الصين دخلت مجال الحوسبة الكمية عبر معالجها Zuchongzhi 3.0 الذي يتفوق أدائه على معالج Willow من حيث المعالجة والسرعة؛ مما يعد سبق للصين في المنافسة مع الشركات الأمريكية في هذا المجال الذي لا يزال في البداية حسب موقع Live science الأمريكي المتخصص في رصد الأبحاث العلمية.
يقدر الخبراء تأثير الحوسبة الكمية في القطاعات التالية: المالي، علوم الاحياء ، القطاع الطبي والكيميائي وقطاع النقل، والذي قد يولد قيمة مستقبلية بحوالي 2 ترليون دولار في عام 2035 حسب توقعات شركة ماكنزي آند كوبني. لكن المقابل، صرح شركة جينسن هوانج، الرئيس التنفيذي لشركة NIVIDA أن الحوسبة الكمية تحتاج تقريبا إلى حوالي 15 عاما لكي تتوفر أجهزة متخصصة في الأسواق، ويتضح المجال بشكل أكبر. شركة NIVIDA عقد في 21 مارس الماضي يوماً خاص للحوسبة الكمية بحضور الشركات المتخصصة في هذا المجال، والذي مخرجاته لم توضح سقفاً زمنياً واضحاً لإطلاق معالجات الحوسبة الكمية بشكل عام. هناك بعض الشركات التي بدأت في الاستثمار بشكل مبكر في المجال مثل شركة Honeywell الأمريكية التي دمجت شركتها المتخصصة في حلول الحوسبة الكمية مع شركة Cambridge Quantum في عام 2021، وجُمِع استثمار بحوالي 300 مليون دولار بالمشاركة مع مستثمرين آخرين، وقد وصل تقييم الشركة قبل ضخ الاستثمار حوالي 5 مليارات دولار حسب مجلة Barrons الأمريكية.
كثير من الشركات استثمرت في مجال الحوسبة الكمية، لكن عائد الاستثمار من الصعب أن يكون واضحاً بسبب أن الفهوم لا زل في بدياته، وتحتاج إلى وقت حتى يتم وضوح العائد من الاستثمار، سواء كان ماليا أو تقنيا، لكن التوقعات تشير أن حجم سوق الحوسبة الكمية بالنسبة للشركات المطورة سوف يصل إلى 50 مليار دولار في 2035 حسب مجلة Quantum insider الكندية.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال