الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
حين يتسلح الطموح بتخطيط واعٍ وإدارة استباقية، يصبح الوصول أسرع مما تحدده الجداول الزمنية.
رؤية السعودية 2030 قدمت للعالم نموذجًا فريدًا: لم تنتظر أن تدق ساعة الإنجاز، بل صنعت الإنجاز قبل الموعد، وفرضت معادلة جديدة للتخطيط الوطني.
تحقق 93% من مؤشرات الرؤية واستراتيجياتها أو اقترابها من التحقق بحلول عام 2024 لم يكن حدثًا عابرًا، بل انعكاسًا لفلسفة إدارية تدير الزمن بدلاً من أن تنتظر تدفقه.
ثمانية أهداف كبرى كان يفترض إنجازها في 2030 تحققت بالفعل قبل ست سنوات، فيما تجاوز 257 مؤشرًا اقتصاديًا واجتماعيًا مستهدفاته، مؤكدًا أن الطموح السعودي لا يعرف الانتظار.
تحقيق نسبة تملك للمساكن بلغت 65.4%، ومساهمة القطاع الخاص بـ47% من الناتج المحلي، ومشاركة نسائية بلغت 33.5% في سوق العمل، ليست سوى بعض ملامح هذا التسارع المدروس.
وراء هذه الإنجازات تقف منظومة تخطيطية ذكية:
• أهداف قابلة للقياس لكنها محفزة للارتقاء،
• مراجعة مستمرة للمسار وتصحيح مرن للخطوات،
• مشاركة فاعلة من كافة فئات المجتمع في حمل الرؤية وتحويلها إلى واقع.
حين يتحقق الهدف قبل موعده، فهذا يعني أن الرؤية لم تكن تحدق فقط في الأفق البعيد، بل كانت تزرع النجاح في كل خطوة من الطريق.
وقد برهنت المملكة أن التخطيط الحقيقي لا يضع أهدافًا بعيدة فحسب، بل يخلق ديناميكية تتيح إعادة بناء الطموحات مع كل نجاح جديد.
في الصحة والتعليم، في البيئة والاقتصاد، في المجتمع والبنية التحتية، تواصل المملكة قطف ثمار التخطيط المبكر، مؤذنةً بمرحلة جديدة يكون فيها الطموح أكبر، والخطى أسرع.
إن تجاوز المستهدفات مبكرًا لا يعني الاكتفاء، بل يفرض تحديًا أكبر: أن تبقى الرؤية حية، مرنة، تتجدد مع إنجاز كل مرحلة، وتستعد لاقتحام مراحل أعلى.
وهكذا، حين اختارت المملكة أن “يسبق الحلم موعده”، كانت تختار أن تجعل من رؤيتها تجربة ملهمة للأوطان التي تؤمن بأن بناء المستقبل لا يحتاج فقط إلى أحلام عظيمة، بل إلى تخطيط أعظم، وعمل مستمر لا ينكسر أمام الزمن.
إذا غامرتَ في شرفٍ مرومِ
فلا تقنعْ بما دونَ النجومِ
والسعودية، وقد غامرت بكل ما فيها من طموح وعزيمة، ها هي تضع النجوم أول الطريق، لا نهايته.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال