الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
تُشكل مشاريع البناء عصب التنمية الاقتصادية والاجتماعية، لكنها في الوقت نفسه، تتحول أحيانًا إلى بؤرة للفساد، مما يقوض هذه المشاريع ويحولها إلى كابوس يؤرق المجتمعات. تتجلى صور الفساد في هذه المشاريع بأشكال متعددة، من الرشاوى والتلاعب بالمواصفات إلى إهدار المال وتجاوز القوانين. وفي هذا السياق، تبرز عقود الفيديك كأداة أساسية لتنظيم العلاقة بين أطراف المشروع، لكنها قد تتحول إلى ثغرة إذا لم يتم تطبيق مبادئ الحوكمة الرشيدة. فغياب بنود الحوكمة الواضحة في عقود الفيديك يفتح الباب أمام خسائر مالية ضخمة، لا تقتصر على تكاليف المشاريع المتضخمة، بل تمتد لتشمل تدهور سُمعة الشركة في سوق الاستثمارات، وانخفاض سعر أسهمها، مما يؤدي إلى خروج المساهمين، وتفاقم الأزمات المالية والقانونية.
عقود الفيديك: بين الحماية والثغرات:
تهدف عقود الفيديك إلى توفير إطار قانوني واضح ومنصف للعلاقة بين أطراف المشروع، لكنها لا تخلو من الثغرات التي يستغلها الفاسدون. ومن هذه الثغرات:
· غموض بعض البنود: قد تكون بعض بنود العقد غامضة أو قابلة للتأويل، مما يتيح للمقاولين التلاعب بها لتحقيق مكاسب غير مشروعة، من خلال تضخيم التكاليف، وإجراء تغييرات غير ضرورية، وتأخير المشاريع للمطالبة بالتعويضات.
· ضعف آليات الرقابة: قد لا تكون آليات الرقابة على تنفيذ العقود فعالة، مما يتيح للمقاولين التلاعب بالمواصفات أو تضخيم التكاليف دون رقيب أو حسيب.
· غياب الشفافية: قد تفتقر بعض عمليات التعاقد إلى الشفافية، مما يتيح للمقاولين تغيير الوثائق والمستندات لتقديم بيانات مضللة حول جودة المواد المستخدمة لتنفيذ المشروع، وتحقيق أرباح غير مشروعة من خلال تقليل تكاليف المواد، مما يتسبب في تأخير المشروع وزيادة تكاليف الإصلاح.
الحوكمة: درع واقٍ ضد الفساد:
لمواجهة الفساد في مشاريع البناء، لابد من تطبيق الحوكمة الرشيدة، وتحديث عقود الفيديك بما يتناسب مع معايير الحوكمة التي تضمن الشفافية والمساءلة والنزاهة. ومن أبرز آليات الحوكمة التي يمكن تطبيقها في عقود الفيديك:
الخاتمة:
تذكروا أن ضمان نزاهة مشاريع البناء ليس مجرد مسؤولية أخلاقية، بل هو استثمار استراتيجي في مستقبل أعمالكم. فتضمين بنود الحوكمة الواضحة في عقود الفيديك يمثل درعًا واقيًا ضد المخاطر المالية والقانونية التي قد تهدد شركاتكم.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال