الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
إذا رجعنا خطوة بسيطة للخلف، وسألنا أنفسنا: “هل الفلوس لحالها تكفي؟”، كثير منّا يرد بسرعة: “أكيد لا”.
لكن في واقعنا، كثير منّا يتعامل مع المال وكأنه مجرد رقم يدخل ويطلع، ما يفكر لا في طريقة صرفه أو إدارته، ولا كيف ممكن يخليه يخدمه على المدى الطويل.
تخيل عندك سيارة جديدة، فيها بنزين، ومفتاحها في يدك، بس ما عندك خريطة. ممكن تتحرك، تمشي شوي، تنبسط، بس بدون هدف واضح راح يضع وقتك… ويمكن ترجع إلى نقطة البداية .
هذا بالضبط اللي يحصل مع الفلوس ما الذي يمنع أن يكون عندنا خطة واضحة.
“الراتب ما يكفي”، هل المشكله في الراتب؟
تتردد كثيراً هذه العبارة: “راتبي ما يكفي نص الشهر”، ولما تسأل: “ماهو سبب العجز؟”، يرد: “ما أدري والله، الأمور تمشي بسرعة”.
المشكلة غالبًا ما تكون في طريقة التعامل مع الدخل الشهري، وليس في حجمه.
فيه أشخاص رواتبهم عادية جدًا، لكن يديرونها بحكمة، وعندهم ادخار، وسفر، واستقرار نفسي.
وفي المقابل، فيه ناس رواتبهم ضعف، لكن يعيشون على القروض، وكل نهاية شهر تبدأ دوامة من جديد.
المنشآت الصغيرة… نفس القصة بس على مستوى أكبر
من منا لم يرى مشاريع بدأت قوية، أرباحها واضحة، والناس تمدحها، لكن فجأة، بدون إنذار، تغلق.
ليس بسب السوق ما يساعد، ولا لأن المنتج سيئ… لكن لأن ما فيه ضبط مالي.
توسّع بدون دراسة، ديون غير مدروسة، وتكاليف أكبر من الدخل.
بينما في الجانب الثاني، فيه مشاريع تمشي خطوة بخطوة، ما تستعجل، تستعين بخبرات، وتحسب كل تفصيل.
هذي غالبًا هي المشاريع اللي تستمر… لأنها تبني صح.
مامدى أن نحتاج شخص يساعدنا ماليًا؟
الوعي المالي لايأتي من فراغ، وليس شي فطري عند كل الناس؛ بل عادات مكتسبة.
أحيانًا نحتاج أحد يراجع معانا الصورة من مظور زاوية أخرى. وليس بعيب أن تستعين بمستشار مالي، ولا يعني أنك فشلت.
بالعكس، كثير من اللي نجحوا مالياً بدأوا بخطوة بسيطة: جلسة استشارة.
الخبير المالي لن يقولك ماذا تصرف، ما تصرف، لكنه يعطيك أدوات تفهم فيها دخلك، مصاريفك، والأهم: أهدافك.
الوعي هو نقطة التحول
لا يحتاج تغيّر حياتك كلها في يوم، لكن:
الموضوع أسهل مما أن تتخيل، لكنه يبدأ من قرار بسيط.
ختاماً: فلوسك تستاهل منك خطة، وليس ارتجال
اللي يشتغل عمره عشان يبني بيت، أو يأمن مستقبل عياله، لازم يتعامل مع فلوسه كأداة، وليست هدف.
الراحة المالية لا تأتي من كثرة الدخل، بل من طريقة التعامل مع هذا الدخل.
سواء كنت موظف، صاحب مشروع، أو حتى طالب في بداية الطريق… خطتك المالية اليوم، هي الفرق بين ضغط مستمر، وبين حياة فيها طمأنينة.
وإذا كنت غير متأكد من أين تبدأ… اسأل.
أحيانًا، نصيحة واحدة تغيّر مشوار كامل.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال