الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
شهدت خدمات “اشترِ الآن وادفع لاحقًا انتشارًا لافتًا خلال السنوات الماضية، خاصة بين فئة الشباب والشابات، لتصبح أحد أبرز ملامح التحول في أنماط الاستهلاك محليًا وعالميًا.
في الولايات المتحدة، ارتفعت نسبة مستخدمي هذه الخدمة من 12% إلى 14% من إجمالي السكان، ما يعادل نحو 47 مليون عميل، وفقًا لتقرير نشره موقع The Motley Fool وتعد شركات مثل Affirm الأمريكية و Afterpay الأسترالية من أوائل الشركات التي برزت في هذا القطاع بعد تأسيسها بين عامي 2010 و2014.
وقد أدت خدمات “اشترِ الآن وادفع لاحقًا” إلى تغييرات جوهرية في عادات الإنفاق الأمريكية، حيث أظهرت الدراسات أن أكثر من 53% من المستخدمين باتوا يفضلون هذه الخدمات على بطاقاتهم الائتمانية، ما يمثل تحوّلًا لافتًا في نمط استهلاك ظل لعقود يعتمد بشكل أساسي على البطاقات الائتمانية.
وتسارعت وتيرة انتشار هذه الخدمات خلال جائحة كورونا عام 2020، مع تنامي الاعتماد على منصات التجارة الإلكترونية كخيار رئيسي للتسوق. ووفقًا لتقديرات Global Market Insights، بلغ حجم سوق خدمات “اشترِ الآن وادفع لاحقًا” عالميًا نحو 235 مليار دولار، مع توقعات بنمو سنوي مركب قدره 21.2% حتى عام 2034.
وتظهر تأثيرات هذه الخدمات بوضوح على الأسواق الاستهلاكية؛ إذ ساهمت في رفع معدلات الشراء بالولايات المتحدة بنسبة تراوحت بين 17% و26%، بحسب دراسة نشرتها Harvard Business Review كما ساعدت على زيادة متوسط قيمة المشتريات، ما انعكس إيجابًا على إيرادات المتاجر.
في السعودية، أظهرت بيانات عام 2024 استمرار الزخم القوي لخدمات إشتر الان أدفع لاحقا ، حيث ارتفع عدد عمليات الشراء عبر هذه الخدمات بنسبة 8% ليصل إلى 43.3 مليون عملية. كما بلغت قيمة السلع المباعة 26.6 مليار ريال، بزيادة سنوية تجاوزت 206% مقارنة بحوالي 8.7 مليار ريال في العام السابق. وارتفع متوسط قيمة العملية الواحدة بنسبة 10% ليصل إلى 613 ريالً حسب صحيفة الاقتصادية السعودية .
ووفقًا لصحيفة الاقتصادية السعودية، ارتفع عدد المستخدمين إلى 13.2 مليون عميل في 2024، مسجلًا نموًا بنسبة 32% مقارنة بالعام السابق.وتعد شركة جرير من أبرز الأمثلة على التغير في نمط الاستهلاك، إذ أوضح رئيسها التنفيذي أن نحو 27.6% من مبيعات الشركة تتم عبر خدمات “اشترِ الآن وادفع لاحقًا”. وتُظهر البيانات أن فئة الشباب (20 إلى 30 عامًا) تقود هذا الاتجاه، حيث تمثل حوالي 37% من إجمالي العملاء.
على صعيد القطاعات، استحوذ قطاع الملابس والأحذية على الحصة الأكبر من عمليات “اشترِ الآن وادفع لاحقًا”، تلاه قطاع الأجهزة الإلكترونية والكهربائية، ثم قطاع الخدمات الصحية.
في ظل التغييرات في سلوك المستهلك، لم تعد خدمات “اشترِ الآن وادفع لاحقًا” مجرد خيار تمويلي، بل أصبحت تعبيرًا عن جيل جديد يعيد رسم ملامح السوق. مع استمرار توسع هذه الخدمات وازدياد اعتماد المتاجر عليها، يبدو أن دورها في دعم الاقتصاد الاستهلاكي سيتعاظم خلال السنوات المقبلة.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال