الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
في زمن تتسارع فيه التكنولوجيا بوتيرة لم يسبق لها مثيل، يبرز الذكاء الاصطناعي كأحد أكثر الابتكارات تأثيرًا على مستقبل الاقتصاد العالمي لم يعد الذكاء الاصطناعي مجرد فكرة مستقبلية؛ بل أصبح واقعًا يعيد تشكيل أسواق العمل، وأنماط الإنتاج،وحتى مفهوم القيمة الاقتصادية نفسه.
والسؤال الجوهري هنا: من المستفيد من هذه الثورة، ومن يقف على حافة الاندثار؟
أولًا: الرابحون في زمن الآلة
1.الشركات التقنية الكبرى
تتربع شركات مثل Google و Microsoft و Amazon على قمة المشهد، بفضل استثمارها الضخم في أبحاث وتطبيقات الذكاء الاصطناعي. هذه الشركات لا تبيع فقط أدوات الذكاء الاصطناعي، بل تُوظّفها أيضًا لتحسين الكفاءة التشغيلية وزيادة الأرباح.
2.الأسواق المالية
أصبح الذكاء الاصطناعي أداة محورية في عالم الاستثمار. صناديق التحوط والبنوك تستخدم خوارزميات ذكية لتحليل الأسواق، التنبؤ بالتقلبات، وحتى تنفيذ الصفقات في أجزاء من الثانية. المستثمرون الذين يفهمون هذه الأدوات ويستخدمونها يملكون أفضلية واضحة.
3.الأفراد المتخصصون في التقنية
المبرمجون، علماء البيانات، ومهندسو الذكاء الاصطناعي أصبحوا من أكثر الفئات طلبًا في السوق. من يُجيد “لغة الآلة”، يجيد لغة المال في العصر الجديد.
ثانيًا: من يقف على حافة الاندثار؟
1. الوظائف الروتينية والبسيطة
الوظائف التي تعتمد على التكرار أو القرارات النمطية، مثل موظفي مراكز الاتصال أو عمّال التجميع في المصانع، تواجه خطر الأتمتة المتزايد. الروبوتات والخوارزميات تقوم بهذه المهام بكفاءة أعلى وبتكلفة أقل.
2. الاقتصادات التي لم تتأقلم بعد
الدول النامية التي لم تبدأ بعد في بناء بنية تحتية رقمية متينة، أو تلك التي تُهمل الاستثمار في رأس المال البشري، قد تجد نفسها خارج المنافسة في الاقتصاد العالمي الجديد.
3.الشركات التي ترفض التغيير
المؤسسات التي ترى الذكاء الاصطناعي كتهديد بدلًا من فرصة، وتُصر على استخدام الأساليب التقليدية في الإدارة والتسويق، ستخسر تدريجيًا قدرتها على المنافسة.
ثالثًا: هل نحن أمام اقتصاد أكثر عدالة أم مزيد من التفاوت؟
رغم أن الذكاء الاصطناعي يَعِد بزيادة الإنتاجية وخفض التكاليف، إلا أن الفجوة بين “من يملك التكنولوجيا” و “من يعمل تحتها” قد تتسع. وهنا يكمن التحدي الأكبر أمام صناع السياسات: كيف يمكن تسخير هذه التقنية لمصلحة الجميع، لا لفئة محدودة؟
وبالنهاية الذكاء الاصطناعي ليس مجرد أداة اقتصادية جديدة، بل هو تحول جذري في طريقة فهمنا للعمل، والإنتاج، والتوزيع وفي هذا التحول، سيربح من يتعلم، ويتكيف، ويستثمر في المستقبل، بينما يندثر من يتمسك بماضٍ لم يعد يصلح لعصر تفكر فيه الآلة نيابة عن الإنسان.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال