السعودية تعيد ابتكار الخدمات الصحية العسكرية

إن قرار مجلس الوزراء بإنشاء هيئة إشرافية للخدمات الصحية بوزارة الدفاع السعودية يمثل خطوة محورية في تحسين جودة الرعاية الصحية لمنسوبي الوزارة والمستفيدين من خدماتها، حيث تهدف إلى تقديم خدمات وقائية وعلاجية وفق أعلى المعايير العالمية، بما يعزز كفاءة النظام الصحي العسكري ويجعله أكثر قدرة على التكيف مع التطورات الطبية والتكنولوجية.
تأتي هذه الخطوة ضمن رؤية السعودية 2030 التي تسعى إلى تطوير القطاع الصحي عبر أنظمة رقمية متقدمة، ما يضمن استدامة الخدمات، تعزيز الشفافية والمساءلة، وتنسيق الجهود بين الجهات الصحية المختلفة لضمان تنفيذ خطط التطوير المستمر.

إن وجود هيئة إشرافية متخصصة سيسهم في رفع مستوى الخدمات الصحية وتعزيز التكامل بين المستشفيات العسكرية والمراكز الصحية، ما يعكس حرص المملكة على تحسين تجربة المرضى وضمان بيئة صحية متطورة. في ظل هذه التطورات، وبما أن الإدارة العامة للخدمات الصحية تشرف على 25 مستشفى و 148 مستوصفاً في جميع أنحاء المملكة العربية السعودية، وهذه المستشفيات والمستوصفات جزء من نظام الرعاية الصحية للقوات المسلحة والتي تقدم خدمات صحية شاملة للمنسوبين من عسكريين ومدنيين وعائلاتهم، إلى جانب مساهمتها الفاعلة في خدمة ضيوف الرحمن خلال موسم الحج، حيث تشرف على تقديم الخدمات الصحية الطارئة والمتخصصة للحجاج عبر تجهيز المستشفيات والمراكز الطبية وضمان سرعة الاستجابة للحالات الحرجة، مما يعزز دور المملكة الإنساني في تقديم الرعاية الصحية للملايين سنويًا.

إن دعم التحول الصحي بالأرقام يُظهر أن سبعة مستشفيات سعودية دخلت قائمة أفضل 250 مستشفى عالميًا لعام 2025 وفق تصنيف براند فاينانس، مما يعكس التطور السريع في البنية التحتية الصحية، كما أن أربعين مستشفى سعودي حققت مراكز متقدمة في تصنيف نيوزويك 2025، وهو ما يؤكد نجاح التحول الصحي في المملكة، إضافة إلى أن مستشفى الملك فيصل التخصصي قد أحتل المرتبة الخامسة عشرة عالميًا ليكون الأفضل في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، ولما كانت الإدارة العامة للخدمات الصحية ومُنذ ما يقارب الثلاثون عاماً مضت وهي تنتهج كل ما يضمن سلامة المرضى وتحسين جودة الرعاية الصحية وإدارة الموارد الطبية والبشرية بكفاءة عالية، وذلك من خلال تطبيق سلسلة من المعايير الصحية بدايةً باستخدام معايير ISO ثم MSD ثم JCI ثم CBAHI، وكل هذا يعكس مدى القدرة على التحول الجذري للمستشفيات العسكرية والقفز بها إلى مصاف المستشفيات العالمية، بحيث تقوم بتقديم الرعاية الصحية بأعلى جودة وكفاءة عالية وأقل تكاليف مع تقليل الهدر، والوصول إلى تعزيز مكانة المملكة كوجهة صحية رائدة.

وبما أن هناك دوراً رئيسياً من تقديم خدمات طبية عالية الجودة من خلال استقطاب أفضل الكفاءات الطبية محليًا وعالميًا، لضمان توفير رعاية صحية متقدمة تواكب ظهور الذكاء الاصطناعي وأحدث الابتكارات الطبية، ورفع كفاءة الخدمات الطبية، عند ذلك يتضح أن إنشاء هيئة إشرافية من أهدافها ومسؤولياتها انها من الممكن أن تتخذ نموذج (GRC) الحوكمة والمخاطر والامتثال لتحقيق الأهداف التنظيمية بطريقه موثوقة، وإزالة أوجهه عدم اليقين، وتلبية متطلبات الامتثال والتنمية المستدامة في الخدمات الصحية بوزارة الدفاع السعودية، مما يؤكد السعي إلى تحقيق روية ٢٠٣٠.