الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
في المؤتمر الصحفي الذي عُقد مؤخرًا للوزراء، استعرض وزراء الحج والنقل والصحة والإعلام الجهود الهائلة التي تبذلها المملكة لخدمة ضيوف الرحمن. وبينما قد تبدو الأرقام والإحصائيات التي قدموها موزعة على قطاعاتهم المختلفة، إلا أنها في الواقع تشكل نسيجًا واحدًا يجسد تكامل منظومة الحج بأكملها وبمنظومة مؤسسية متكاملة وتكاملية ترتقي للقمة في ” يسر وطمأنينة “.
هذا التضافر والترابط والجهود بين القطاعات هو حجر الزاوية في النجاح المتواصل والمستمر الذي تشهده مواسم الحج عامًا بعد عام، وتتطور كل عام بفضل الخبرة المتراكمة والتجربة الفريدة والاستثنائية في إدارة وتنظيم أكبر تجمع بشري في مكان محدود (إدارة الحشود) وضمن جدول زمني دقيق.
إن خدمة حجاج بيت الله الحرام شرف عظيم ومسؤولية كبرى، تتشرف وتعتز بها المملكة قيادةً وشعبًا. فمنذ تأسيسها، وضعت المملكة خدمة الحرمين الشريفين ورعاية قاصديهما في مقدمة أولوياتها ونصب أعينها، وسخرت كافة إمكاناتها لتوفير أقصى درجات الراحة والأمان لضيوف الرحمن. ومع كل عام، تتجدد الجهود وتتضاعف الاستعدادات والإمكانات لاستقبال الملايين من الحجاج والمعتمرين من مختلف أنحاء العالم.
ففي كل وزارة وهيئة ومؤسسة، يعمل الشعب السعودي بتفانٍ وإخلاص لتهيئة الظروف المثالية لأداء مناسك الحج والعمرة في ” يسر وطمأنينة “. من خلال الجهود المباركة في خدمة الحجاج تسعى المملكة جاهدة لتوفير أفضل الظروف لضيوف الرحمن لأداء مناسكهم بكل ” يسر وطمأنينة “. في هذا المسار الحيوي والطموح، تعمل المملكة جاهدة على تطوير البنية التحتية من خلال مشاريع ضخمة لتوسعة الحرمين الشريفين، وإنشاء شبكات طرق وقطارات حديثة لتسهيل تنقل الحجاج بين مكة المكرمة والمدينة المنورة والمشاعر المقدسة.
كما يتم تطوير وتوسعة المطارات لاستقبال المزيد من الرحلات الجوية وتسهيل إجراءات الوصول والمغادرة. إلى جانب ذلك، تولي المملكة اهتمامًا كبيرًا بالخدمات الصحية من خلال تجهيز المستشفيات والمراكز الصحية بأحدث الأجهزة والمعدات الطبية، وتوفير الكوادر الطبية المؤهلة لتقديم الرعاية الصحية اللازمة للحجاج. كما توفر المملكة أسطولًا من سيارات الإسعاف المجهزة وفرق طبية متنقلة للتعامل مع الحالات الطارئة وتقديم الإسعافات الأولية في مواقع مختلفة. فيما يتعلق بالأمن والسلامة، تنتشر قوات الأمن في جميع أنحاء المشاعر المقدسة لتأمين الحجاج والحفاظ على النظام ومنع الازدحام.
وتوفر فرق الدفاع المدني للتعامل مع حالات الطوارئ مثل الحرائق والحوادث، وتوعية الحجاج بإجراءات السلامة. إضافة إلى كل ذلك، أطلقت المملكة عدة مبادرات ومشاريع لتحسين الخدمات المقدمة للحجاج، منها مبادرة طريق مكة التي تهدف إلى تسهيل إجراءات سفر الحجاج من بلدانهم، ومشروع إسكان الحجاج الذي يهدف إلى توفير مساكن مريحة وآمنة للحجاج بالقرب من الحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة. كما يتم استخدام التقنيات الحديثة مثل الكاميرات الحرارية والطائرات بدون طيار لمراقبة حركة الحشود واتخاذ الإجراءات اللازمة.
في هذا الإطار، تعمل القطاعات الحكومية والخاصة معًا بمنظومة مؤسسية متكاملة وتكاملية لتوفير الخدمات اللازمة للحجاج. وزارة الحج والعمرة هي الجهة الحكومية المسؤولة عن تنظيم شؤون الحج والعمرة والإشراف على الخدمات المقدمة للحجاج. وزارة الصحة توفر الرعاية الصحية للحجاج وتدير المستشفيات والمراكز الصحية في المشاعر المقدسة. وزارة الداخلية تتولى مسؤولية الأمن والسلامة في المشاعر المقدسة. القطاع الخاص يساهم في توفير الخدمات للحجاج من خلال شركات السياحة والسفر، وشركات الإسكان، وشركات النقل، وغيرها.
في إطار رؤية وطن طموح ومن خلال منظومة مؤسسية متكاملة وتكاملية، تواصل المملكة جهودها الدؤوبة للارتقاء بمستوى الخدمات المقدمة لضيوف الرحمن، ساعيةً لتوفير تجربة حج وعمرة استثنائية تجمع بين الراحة والأمان والروحانية العميقة. وفي قلب المشاعر المقدسة، تتجلى رؤية القيادة الرشيدة في توفير أقصى درجات اليسر والتسهيل لضيوف الرحمن، من خلال مشاريع توسعة عملاقة في المسجد الحرام والمسجد النبوي، تشهد على التزام المملكة الراسخ بخدمة الإسلام والمسلمين. هذه التوسعات لا تقتصر على زيادة الطاقة الاستيعابية لاستقبال المزيد من المصلين فحسب، بل تتجاوز ذلك لتوفير مساحات رحبة ومجهزة بأحدث التقنيات، تمكن الحجاج والمعتمرين من أداء عباداتهم بخشوع وسكينة، وتعمق تجربتهم الايمانية في أطهر البقاع.
واليوم لم يعد السفر بين مكة المكرمة والمدينة المنورة وجدة مشقة، بل متعة وانسيابية بفضل قطار الحرمين السريع، الذي يطوي المسافات ويمنح المسافرين تجربة سفر مريحة وآمنة. وفي جدة، يتربع مطار الملك عبد العزيز الدولي الجديد كتحفة معمارية عصرية، يستقبل ضيوف الرحمن بأذرع مفتوحة، وبترحيب حافل يعكس كرم الضيافة السعودية الأصيلة، ويسهل لهم إجراءات الوصول والمغادرة بكل يسر وسهولة.
ولا تقتصر هذه الخدمات على مطار جدة فحسب، بل تمتد لتشمل جميع مطارات المملكة، التي تتنافس في تقديم أفضل الخدمات لراحة ضيوف الرحمن، وتوفير كل ما يحتاجونه لأداء مناسكهم بكل طمأنينة وخشوع. شهدت شبكة الطرق تحسينات جذرية خلال السنوات الماضية تهدف إلى تسهيل حركة المرور وتخفيف الازدحام، خاصة خلال المواسم التي تشهد توافدًا كبيرًا. فيما يتعلق بالإقامة، تتوفر خيارات متنوعة تناسب جميع الأذواق والميزانيات، بدءًا من الفنادق الفاخرة وصولًا إلى الشقق المريحة، وكلها مصممة لتوفير أقصى درجات الراحة والرفاهية لضيوف الرحمن.
كذلك لا يمكن بأي حال من الأحوال تجاهل الدور المحوري الذي تلعبه التقنيات الحديثة والمتطورة في إدارة الحشود وتوفير المعلومات والخدمات الضرورية، حيث يتم الاستعانة بأحدث الأنظمة الذكية لضمان سلامة الحجاج والمعتمرين وتيسير أدائهم لمناسكهم بكل يسر وسهولة. هذه التطورات المستمرة والمتواصلة ليست سوى تجسيد واضح لحرص القيادة الرشيدة – حفظها الله ورعاها – على توفير أفضل تجربة ممكنة لضيوف الرحمن، وتمكينهم من أداء مناسكهم بكل ” يسر وطمأنينة “، وتوفير كل ما يحتاجونه لتحقيق أقصى درجات الخشوع والروحانية في هذه الرحلة المباركة.
يتضح لنا جليًا أن الجهود الدؤوبة التي يبذلها العاملون في مختلف المؤسسات الوزارية هي تجسيد حقيقي لالتزام المملكة الراسخ بخدمة ضيوف الرحمن. هذا التفاني يعكس رؤية قيادتنا الرشيدة والحكيمة، التي لا تدخر جهدًا في توفير أقصى درجات الراحة والأمان لحجاج بيت الله الحرام، وتمكينهم من أداء مناسكهم بكل ” يسر وطمأنينة “. إن هذه الجهود المتكاملة والمتواصلة، التي تتناغم فيها الخبرات والتخصصات، تؤكد مكانة المملكة كحاضنة للحرمين الشريفين وراعية لقاصديهما، وتبرز الدور المحوري الذي تضطلع به في خدمة الإسلام والمسلمين، وضيوف الرحمن بكل فخر واعتزاز. فالمملكة، بتوجيهات قيادتها الرشيدة، تسعى دائمًا إلى أن تكون في طليعة الدول التي تقدم أفضل الخدمات والتسهيلات لضيوف الرحمن، لتظل رمزًا للعطاء والإحسان في خدمة الحرمين الشريفين وقاصديهما.
عشر ذي الحجة مباركة علينا وعليكم وعلى جميع الأمة الإسلامية، وكل عام والجميع بخير ويسر وطمأنينة،،،
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال