الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
أصبحنا نشاهد يومياً دراجات التوصيل وهي تتنقل في شوارع المدن حتى باتت جزءًا من الحياة اليومية، خاصة مع انتشار التطبيقات الإلكترونية وازدهار خدمات التوصيل السريع سواء للسلع أو المواد الغذائية أو الوجبات، فوراء كل مادة أو طرد يسلّم إلى باب منزلك، يقف عامل توصيل، الذي يطوف الشوارع ويتحدى الظروف لضمان وصول طلبك إليك في الوقت المحدد إلا أن مع ميزة التوصيل السريع التي حصلنا عليها والتي ساعدتنا في حياتنا، يبرز تساؤل مهم وهو: كيف يجب أن تعامل هذه الدراجات؟ وهل هناك التزام بتنفيذ التنظيمات التي تضمن السلامة ويحدد المسؤوليات؟
وفي هذا المقال سأناقش الحاجة الملحة لتنظيم حركة دراجات التوصيل، وسأقدم اقتراحات قد تساهم في إيجاد حلول عملية لتحسين الوضع القائم، في ضوء القوانين والأنظمة المرورية، بما يعزز من السلامة العامة والانسيابية في الطرق.
الدراجة النارية مركبة فلنعاملها كذلك
إن أحد أبرز النقاط التي يغفل عنها العديد منّا هي أن الدراجة النارية مركبة ولابد أن يتم التعامل معها على انها مركبة في أنظمة المرور، ولابد أن تعامل الدراجة النارية مثل ما تعامل السيارة في الشارع، فهي ليست مجرد وسيلة تسلل بين السيارات بل إنها كيان متحرك له تأثيره وله حقوق وواجبات يجب العمل بها حتى نحافظ على سلامة الطريق وسالكيه وباعتبار أن الطريق للجميع، وهو ما يعني أن مستخدميه بمن فيهم سائقي الدراجات النارية لهم حقوق واضحة يجب احترامها.
وفي المقابل أيضاً على كل سائق دراجة أن يحافظ على الواجبات وأن يحمل المسؤولية فالقيادة ليست مغامرة للاستمتاع فهي ليست نشاط فردي بل هي مسؤولية والتزام بنظام يراعي حياة الجميع ومن هنا يجب أن يلزم سائق الدراجة بالسير في مسارات محددة، تمامًا كما تُلزم المركبات الأخرى بذلك والالتزام بالمسار الأيمن في معظم الحالات ليس خيارًا بل ضرورة، وخاصة أن هذه الدراجات أبطأ في الغالب، والانتقال للمسار الأيسر يجب أن يكون مبررًا وبإشارات واضحة.
ضرورة وجود لوحات أمامية ومركز تدريب متخصص
واحدة من أبرز المشكلات هي صعوبة تعقب بعض الدراجات النارية بسبب غياب اللوحات الأمامية ووجود لوحة أمامية هو مطلب أساسي لتفعيل الرقابة وتطبيق النظام، حيث تتيح للكاميرات والأنظمة الآلية تسجيل المخالفات بفعالية وبدون هذه اللوحة، تصبح الدراجة غير مرئية للنظام الرقمي، مما يفتح المجال أمام الاستهتار والانتهاك الصريح لقوانين المرور.
وهنا تأتي أهمية إنشاء مركز تدريب موحد لسائقي دراجات التوصيل وهذا المركز الذي يجب أن تتعاون فيه جميع شركات التوصيل، يجب أن يقدم برامج إلزامية تشمل:
والمركز يجب أن يوفر شهادة معتمدة، ويصبح من غير القانوني توظيف أي سائق دون اجتياز هذا الاختبار.
مخالفات سائق الدرجات النارية
أحد الأسباب الرئيسية لمخالفات المرور المتعلقة بسائقي الدرجات على الطرق ترجع إلى سلوك السائق حيث ينخرط العديد من السائقين في سلوكيات خطيرة ومتهورة، مثل السرعة ، أو الاستخدام غير المناسب للمسار ، ، أو إرسال الرسائل النصية أثناء القيادة ، مما قد يؤدي إلى وقوع حوادث وإبطاء تدفق حركة المرور على الطريق وتعرض هذه الانتهاكات السائقين الآخرين للخطر ويمكن أن تسبب تأخيرات كبيرة ومن أجل تجنب الازدحام المروري في المدن ، يجب أن يكون السائقون على دراية بقوانين المرور والقيادة بمسؤولية.
فالسرعة ليست دائمًا مقياس الكفاءة في التوصيل بل إن الاستعجال غير المبرر يزيد من نسب الحوادث ويلاحظ أن كثيرًا من سائقي دراجات التوصيل يتجاوزون إشارات المرور أو يتنقلون بين المسارات والمركبات بشكل خطر. لو التزمت هذه الدراجات بقوانين المركبات، وسارت في المسارات الصحيحة، لكانت أكثر كفاءة وأمانًا.
ويجب تطبيق النظام بشكل صارم، وعدم التهاون في تسجيل المخالفات عبر الأنظمة الآلية كما أن وجود اللوحة الأمامية سيسهل هذه العملية، وسيساهم في تعزيز الشعور بالمسؤولية، وأرى أن تصل العقوبات لسحب الدراجة النارية لمن يخالف النظام المروري.
خاتمة
افسح الطريق، دباب التوصيل قادم، ليست مجرد عبارة ساخرة تقال في وسائل التواصل الاجتماعي، بل هي دعوة صريحة لإعادة النظر في كيفية تعاملنا مع دراجات التوصيل فكما أن لهذه الدراجات دورًا اقتصاديًا وخدميًا هامًا، فإن لها واجبات ومسؤوليات ينبغي أن تؤدى من خلال نظام مروري واضح، وتدريب دقيق، وتعاون فعّال بين الجهات الرسمية وشركات التوصيل، وإذا تم ذلك فيمكننا تحقيق شوارع تتمتع بأمان عالي.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال