بعد قراءة التقرير السنوي لعام 2024  لرؤية 2030 أصبح الفخر متدفق

بكل صراحة فإن قراءة التقرير السنوي لعام 2024 جعلتني أفتخر كثيرًا بما وصلت إليه بلادنا، والإنجازات اللي شفتها ماتوقعت تكون بهذه السرعة ولا بهذه الجودة! خاصة موضوع التقدم الرقمي – تخيلوا أننا صرنا من أفضل 4 دول في العالم بالخدمات الرقمية، وحتى في مجموعة العشرين كنا ثاني أفضل دولة! والأول إقليميا! وهذا الشي يخليك تتساءل: كيف وصلنا لهذا المستوى بهذا الوقت القصير؟

لكن الأكثر إثارة بالنسبة لي هو موضوع مخزون البيانات المفتوحة، أذكر قبل كم سنة كنا نحلم بنظام شفاف وسهل الوصول، واليوم الحمد لله صرنا رقم 41 عالميًا في هذا المجال! هذا الشي ليس أرقام فقط، هو تغيير حقيقي في حياتنا اليومية. حتى في أعمالنا في القانون، لاحظت كيف صارت المعاملات أسرع والخدمات أوضح.

والسوق التقني؟ شيء يرفع الراس! كل اللي يتابع الأخبار شايف كيف الشركات الناشئة صارت تزدهر، وكم مشروع كبير طلع في السنين الأخيرة، صراحةً الدعم اللي تقدمه الحكومة للتقنية والاستثمار فيها شيء يشهد له الجميع.

ما أقدر أنسى دور صندوق الاستثمارات العامة. المشاريع الضخمة مثل نيوم والبحر الأحمر وهذا ليس حلم فقط، بل هي واقع نراه يتشكل أمام أعيننا، والأجمل إنها توظف شباب الوطن في مناصب قيادية – وهذا الأمر يبين إن الرؤية ما تسعى للتطوير الاقتصادي فقط، بل تسعى لتمكين أبناء البلد أيضاً.

ومما لفت انتباهي في التقرير – إلى جانب ما سبق – هو النمو اللافت للاقتصاد الرقمي في المملكة. لم يكن مجرد تطور تقني عابر أو ظاهرة مؤقتة، بل تحوّل إلى ركيزة اقتصادية متينة، بعدما بلغ حجمه 495 مليار دولار، أي ما يعادل 15% من الناتج المحلي الإجمالي. هذا الرقم الضخم لا يترك مجالًا للشك في أن التحول الرقمي تجاوز مرحلة المبادرات الحكومية، ليصبح عنصرًا جوهريًا في بنية الاقتصاد الوطني.

والأجمل من كل ذلك هو الانتشار شبه الكامل للإنترنت، حيث قرأت تقارير موثوقة أن نسبة التغطية وصلت إلى 99% من السكان، هذا الانتشار الواسع يعكس مدى تطور البنية التحتية الرقمية، ويُظهر بوضوح أن الخدمات الرقمية باتت في متناول الجميع، سواء في المدن الكبرى أو في المناطق النائية.

ما نقدر نتجاهل الدور الكبير اللي تلعبه المملكة في تقوية الأمن السيبراني. التقرير وضّح بشكل واضح إن المملكة ما تشتغل بس على تطوير البنية التحتية الرقمية، لكنها تهتم بنفس القوة بأنها تكون آمنة وموثوقة. هالشي يعطي الناس – سواء مواطنين أو مستثمرين – ثقة في التعامل مع الخدمات والمنصات الرقمية. والأمان هذا هو الأساس لأي تحول اقتصادي أو تقني ناجح .

في الختام نقول شكراً خادم الحرمين الشريفين والشكر أيضاً لولي العهد الأمين قائد الرؤية الذي ابهر العالم بالتطور السريع في المملكة .