الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
في خطوة أثارت القلق على مستوى العالم خلال الشهور القليلة الماضية وقت أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فرض تعريفات جمركية إضافية على العديد من الدول مما أثار مخاوف من تصاعد حرب تجارية عالمية وتهديد الاستقرار الاقتصادي. هذه الخطوة لم تؤثر فقط على الولايات المتحدة بل امتدت تداعياتها إلى اقتصادات كبرى بما في ذلك السعودية التي تعد ثاني أكبر شريك تجاري للولايات المتحدة في المنطقة العربية بعد الإمارات.
وبحسب قائمة نشرها البيت الأبيض ستتأثر السعودية ومصر والكويت بتعريفات جمركية بنسبة 10% بينما تصل النسبة إلى 34% على الصين و32% على تايوان و36% على تايلاند. وقد أثارت هذه الزيادات ردود أفعال واسعة من الدول المتضررة حيث سارعت الصين إلى فرض رسوم جمركية انتقامية بنسبة 34% على السلع الأمريكية ومن بعدها بنسب متزايدة في مؤشر على بدء تصاعد النزاع التجاري.
وفي سياق هذه الأزمة شهدت مدينة جنيف في مايو 2025 اجتماعاً حاسماً بين الولايات المتحدة والصين حيث توصل الطرفان إلى اتفاق مؤقت لخفض الرسوم الجمركية المتبادلة لمدة 90 يوما. وبموجب الاتفاق خفضت الولايات المتحدة رسومها على السلع الصينية إلى 30% بينما خفضت الصين رسومها إلى 10%. كما تم الاتفاق على إنشاء آلية تشاور جديدة لمتابعة القضايا الاقتصادية والتجارية بهدف الوصول إلى حلول طويلة الأمد.
في السعودية التي تمتلك علاقة تجارية قوية مع الولايات المتحدة بلغ إجمالي تجارة السلع الأمريكية معها حوالي 25.9 مليار دولار في عام 2024 حيث بلغت صادرات السلع الأمريكية إلى المملكة 13.2 مليار ريال بينما سجلت وارداتها من السعودية 12.7 مليار ريال. هذا التأثير المباشر على التجارة بين البلدين يعكس مدى الترابط الاقتصادي لكن رؤية السعودية 2030 تمنح المملكة مرونة أكبر في التعامل مع هذه التحديات.
تسعى السعودية ضمن رؤية 2030 إلى تنويع مصادر دخلها وتقليل الاعتماد على النفط مما يجعلها أقل تأثراً بالأزمات التجارية العالمية. وتعزز المملكة استثماراتها في القطاعات غير النفطية مثل الصناعة والتقنية والسياحة إلى جانب الرياضة التي أصبحت منصة للترويج الاقتصادي وتعزيز الدبلوماسية الثقافية. هذا التنويع الاقتصادي يتيح للسعودية الحفاظ على استقرارها في مواجهة الأزمات التجارية.
على الجانب الآخر أثار ترامب جدلاً بتصريحاته حول الصين حيث وصف ردها على الرسوم الجمركية بالذعر ولوح بإمكانية تخفيف التعريفات إذا وافقت الصين على بيع تطبيق تيك توك في أمريكا. هذه المفاوضات التجارية تعكس الصراع بين القوى الكبرى لكن الأهم هو كيف يمكن للدول المتضررة بما في ذلك السعودية حماية مصالحها عبر سياسات اقتصادية مرنة وتعاون دولي يعزز التوازن التجاري.
ختاماً مهم أن السعودية وغيرها من الدول المتضررة أن تتبنى سياسات اقتصادية ذكية لحماية مصالحها وتجنب تداعيات الحرب التجارية عبر تعزيز الإنتاج المحلي وتنويع الشركاء التجاريين والاعتماد على القطاعات غير التقليدية التي أثبتت جدواها في مواجهة الأزمات.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال