الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
تعتبر الرقابة من الوظائف الإدارية الرئيسية التي تنفذ في نهاية مراحل النشاط الإداري حيث تعد الرقابة أحد أهم الأبعاد التي تساهم في ضمان الاستدامة والنمو ونجاح المشاريع واستمراريتها.
فهي تتعلق بمراقبة وتقييم جميع العمليات ذات الصلة والتحقق من سلامة العمليات المالية من أجل ضمان الاستخدام الأمثل للموارد وتقليل المخاطر المحتملة.
ان الرقابة قياس لنتائج الاعمال وتصويب الأخطاء ان وجدت بغرض التأكد من ان الخطط نفذت وان الأهداف الموضوعة قد حققت وانجزت بدقة عالية وعلى أكمل وجه، لذلك يمكن القول ان التخطيط والرقابة وجهان لعملة واحدة! فلا يمكن القيام بواحدة قبل الأخرى او بدونها.
ايضًا الرقابة هي التأكد من ان النتائج التي حققها المعنيون بالتنفيذ تطابق الى حدٍ ما توقعات واهداف الإدارة وما تطمح له في نهاية المشروع.
تتطلب الرقابة وجود خطط وسياسات وإجراءات واضحة ومتكاملة، وبما ان الهدف من الرقابة هو التأكد والتحقق من ان نتائج الاعمال تطابق الأهداف الموضوعة فلابد من وضع معايير واضحة وواقعية تمثل النتائج المطلوبة، وقياس الأداء الفعلي والتعرف على الأخطاء وبيان الانحرافات بين النتائج الفعلية والنتائج المطلوبة والعمل على تصحيحها بالشكل المطلوب.
كما ان كل بيئة من بيئات الأعمال ذات الطبيعة المتغيرة وذات المنافسة المتزايدة تحتاج إلى اتخاذ العديد من القرارات الدقيقة والمهمة التي تؤثر عليها بشكل جوهري لذلك هي تعتمد كليًا على دقة وسلامة المعلومات بشكل كبير لاتخاذ القرارات المناسبة لتتمكن من تحقيق اهدافها المرجوة.
وهنا تكمن أهمية الرقابة، وذلك لتساعد في اتخاذ القرارات السليمة من خلال تنفيذ آليات مراقبة وتحكم دقيقة، حيث تستطيع الشركة متابعة الإيرادات والنفقات والفواتير بشكل مستمر، مما يسمح بتحديد الفجوات أو الاختلالات في الأداء المالي ومعالجتها بشكل فوري.
ايضًا تحديد الانحرافات عن الميزانية المخطط لها، سواء كانت تتعلق بالتكاليف أو الإيرادات، والتحقق من وجود المشاكل في التخطيط، مما يتطلب الى اتخاذ إجراءات تصحيحية سريعة لتحقيق الأهداف الموضوعة.
كما تساعد الرقابة المالية في توفر آليات مراقبة صارمة لجميع المعاملات المالية لتعزيز الثقة بين أصحاب المصلحة، ايضًا ان الرقابة تضمن المساءلة، حيث يكون كل من العاملين في المشروع على علم بدوره في ضمان الانضباط المالي.
عندما يتم تطبيق الرقابة المالية بشكل فعال، فإنها تساهم في تحقيق أقصى استفادة من الموارد المالية المتاحة، مما يؤدي إلى تقليل الهدر وزيادة الكفاءة في تنفيذ المشاريع.
الرقابة المالية للمشاريع داخل الشركات عنصرًا حيويًا يساهم في نجاح الأعمال وتحقيق الأهداف المالية من خلال تعزيز الكفاءة المالية والوقاية من المخاطرة، فإن الرقابة المالية تساهم في تحسين أداء الشركات وضمان استدامتها.
على سبيل المثال نرى ان المملكة العربية السعودية طورت مجالات الرقابة المالية منذ السنوات السابقة وذلك لما تمثله من الأهمية القصوى وكان لوزارة المالية دورها الجوهري والفعال في الرقابة على العمليات المالية من خلال المراقب المالي.
وقد اولت المملكة موضوع المراقبة المالية اهتمامًا كبيرة منذ البداية من خلال عدة محطات أولها صدور نظام الممثلين الماليين عام 1380هـ حتى تم البدء في مشروع تطوير نظام المراقبة المالية الذي يمثل محطتها الثامنة في عام 1442هـ الذي سيحل محل نظام الممثلين الماليين المعمول به منذ عام 1380هـ. أصبح تطور الرقابة في المملكة العربية السعودية ضرورة لتعزيز المسؤولية الرقابية وزيادة فعالية أنظمتها الرقابية الداخلية وذلك لما تشهده المملكة من زيادة في العمليات المالية والتطور في الجهات الحكومية وحجم المشاريع وذلك في ظل التحول الذي تشهده المملكة مع إطلاق رؤية 2030.
إن وجود إدارة فعالة للرقابة المالية داخل الشركات او المنظمات ليس مجرد ضرورة بل هو شرط أساسي لتحقيق النجاح والنمو المستدام في بيئة الأعمال، فالرقابة ليست مجرد عملية روتينية، بل يجب أن تكون جزءًا لا يتجزأ من ثقافة الاعمال بدءًا من التخطيط وصولًا إلى التنفيذ والمراجعة النهائية، فمراقبة الأعمال والتحكم هي درع الاستدامة وسر النجاح والبقاء.
في النهاية…هل يمكن لشركة ان تنمو بلا رقابة صارمة؟
ختامًا ارجو ان تتسع صدوركم لخروجي عن محتوى المقال وأستميحكم عذرًا، فالكلمات التالية لا تنتمي لموضوعه، لكنها أقرب للقلب…
ففي يوم الأربعاء 4 شوال 1446هـ، 2 أبريل 2025 ودّعت الدنيا أعزّ من فيها.
والدي الحبيب ونقطة ضعفي، ركني الثابت ومصدر قوتي بعد الله، السند والقدوة، أكرم الناس واطيبهم وأعظم رجل رأته عيني.
ذلك اليوم الأقسى يوم الوداع الأخير الذي خطف فيه الموت روحًا عظيمة بل خطف روحي ايضًا، وترك في القلب فراغًا لا يملأ، عشنا ألم الفقد ومرارة الوداع في لحظات اشبه بالكابوس وحتى هذا اليوم أتمنى ان استيقظ منه واسرد كل الاحداث والمواقف التي تراكمت وكأن شيئًا لم يحدث، مر شهرًا على وفاته وكأنها مئة عام من الحزن والفقد والوجع، وكأن الوقت وكل شيء توقف عند لحظة رحيله، ذلك اليوم سيبقى محفورًا في قلبي ما حييت ولا يمكن أن تمحوه الذاكرة، أصبحت شخصًا اخر مختلف تمامًا منذ تلك اللحظة.
ذلك الرجل العظيم أبي رحمه الله، تقف الكلمات وحروف اللغات كلها ان حاولت وصفه فلن يوفي حقه شيء، نِعم الإباء يا ابي.. من حظوظ الدنيا انني وُلدت ابنتك المدللة وشبيهة اباها كما يقولون، ممتنة جدًا لكل لحظة قضيتها معه.
علمني القوة والصدق بكل الأحوال والاستقلالية والإخلاص في كل شيء والاستقامة ما حييت، لكن لم يعلمني العيش في الدنيا بدونه…
ختامًا اعتذر لإطالتي في الحديث.. لكن لقلبي رجاء من قلوبكم الطيبة، دعوةً لوالدي العزيز محمد ابن راشد بن عبدالله الغضيه رحمه الله رحمةً وسعت كل شيء، ولجميع موتى المسلمين، فلعلّ دعوةً بظهر الغيب تُصادف ساعة استجابة فتُورِث نورًا في قبورهم، وأجرًا في صحائفكم.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال