الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
في قلب الصحراء، حيث رمال الزمن تحكي قصص الأجداد، بزغت شمس العهد الجديد مع المؤسس العظيم، الإمام الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود – طيب الله ثراه -. ومنذ ذلك الحين، انطلقت المملكة العربية السعودية في رحلة تنموية فريدة من نوعها بالبطولات، مستلهمة من إرث الماضي العريق، وطموحات المستقبل الواعد.
في هذا المسار الحيوي الطموح، لعبت العولمة والتكنولوجيا دورًا محوريًا في تحويل المملكة إلى قوة اقتصادية واجتماعية مؤثرة على مستوى العالم. لم تقتصر هذه التحولات على مجرد تغييرات في إدارة وقيادة التغيير، بل كانت بمثابة ثورة تنموية شاملة قادها أبطال، لامست كل جوانب الحياة. تجلّى ذلك في تحديث البنية التحتية، وتطوير الصناعات، وتعزيز التبادل الثقافي، وتوسيع آفاق المعرفة.
واليوم، ونحن على أعتاب رؤية 2030 الطموحة، نجد أنفسنا أمام فرصة استثنائية لاستكمال هذه المسيرة المباركة، مستفيدين من أحدث التقنيات وأفضل الممارسات العالمية، ومحافظين في الوقت نفسه على هويتنا وقيمنا الأصيلة. إنها رحلة تجمع بين الأصالة والمعاصرة، وبين الطموح والواقعية، وبين الحلم والإنجاز. حيث في دراسة قمنا بها خلال الفترة الماضية، قسمنا فيها رحلة العولمة والتكنولوجيا في المملكة إلى ثلاثة مراحل تنموية طموحة. حيث هذه المراحل تكمن في التالي:
المرحلة الأولى: التركيز على البنية التحتية والتنمية الاقتصادية
في عهد المؤسس الملك عبد العزيز، اتجهت الجهود الحثيثة نحو هدف سامٍ: توحيد المملكة ووضع الأسس الراسخة لدولة حديثة. أُعطيت الأولوية القصوى لتطوير بنية تحتية متينة، فشملت الطرق والموانئ الحيوية، مع إيلاء القطاعات الاقتصادية الهامة كالزراعة والتجارة اهتمامًا خاصًا. ولضمان التواصل الفعال، أُنشئ نظام اتصالات متكامل تضمن شبكة برقيات متطورة، كانت حينها عصب التواصل بين المؤسسات الحكومية والمواطنين في إدارة شؤون البلاد. وإلى جانب ذلك، تأسس مجلس الشورى ليكون منارة للرأي والمشورة. وعلى الرغم من تواضع الإمكانات التكنولوجية في تلك الحقبة، إلا أن بوادر التطور بدأت تلوح في الأفق مع اكتشاف النفط واستغلاله في دعم الصناعات الأساسية، مما وضع المملكة على أعتاب حقبة جديدة من الازدهار والتقدم.
المرحلة الثانية: تعزيز دور التكنولوجيا في التعليم والاقتصاد التنموي
في هذه المرحلة، بدأت المملكة في إدراك أهمية التكنولوجيا في التنمية الشاملة. تم إنشاء المؤسسات التعليمية والجامعات التي تركز على العلوم والتكنولوجيا، مثل جامعة الملك فهد للبترول والمعادن. كما تم استثمار رؤوس أموال كبيرة في تطوير قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، مما ساهم في ربط المملكة بالعالم الرقمي.
المرحلة الثالثة: تحقيق رؤية 2030 وتعزيز الابتكار والتنمية المستدامة
تعتبر هذه المرحلة الأكثر طموحًا وتطورًا في مسيرة المملكة نحو العولمة والتكنولوجيا. رؤية 2030 تهدف إلى تنويع الاقتصاد وتقليل الاعتماد على النفط، وتعزيز الابتكار والتنمية المستدامة. تشمل هذه المرحلة استثمارات ضخمة في قطاعات جديدة مثل الذكاء الاصطناعي، والطاقة المتجددة، والسياحة، والترفيه.
تتجسد آثار العولمة والتكنولوجيا في عصرنا الحالي بشكل واضح في مختلف جوانب الحياة. دورها المحوري في تعزيز التجارة العالمية وزيادة الإنتاجية لا يمكن تجاهله. كما ساهمت العولمة والتكنولوجيا في تعزيز التواصل والتبادل الثقافي بين الشعوب، وهو ما يتماشى مع قيمنا الإسلامية والعربية الأصيلة التي نعتز بها.
والان سوف نأخذ بعض الأمثلة الحية من واقعنا المعاصر، والأمثلة كالتالي:
– رؤية 2030: التي وضعت لنا رؤية ورسالة وقيم أهداف، وآلية تنفيذ ورقابة وتقييم استراتيجي، وغرست فينا الحيوية والطموح نحو عصر مزدهر بكوادر قيادية وطنية مميزة.
– مدينة نيوم: التي تعتبر نموذجًا للابتكار والتنمية المستدامة في المملكة العربية السعودية. نيوم ليست مجرد مدينة جديدة، بل هي مشروع طموح يهدف إلى تغيير وجه الحياة في المنطقة.
– مشروع البحر الأحمر: الذي يهدف إلى تعزيز السياحة والتنمية الاقتصادية في المنطقة. مشروع البحر الأحمر هو مشروع سياحي ضخم يهدف إلى تطوير الساحل الغربي للمملكة العربية السعودية.
– برنامج التحول الرقمي: الذي يهدف إلى تعزيز استخدام التكنولوجيا في جميع قطاعات الدولة. برنامج التحول الرقمي هو برنامج طموح يهدف إلى تحويل المملكة إلى مجتمع رقمي.
في ختام هذه الرحلة الفكرية، نجد أنفسنا أمام حقيقة لا مفر منها: مستقبل مملكتنا الحبيبة معلق بقدرتنا الفائقة على التناغم مع إيقاع التغيير المتسارع الذي يشهده عالمنا المعاصر، عالم العولمة والتكنولوجيا. إننا اليوم، أحوج ما نكون إلى تضافر الجهود، والعمل بروح الفريق الواحد، لنرتقي بوطننا إلى مصاف الأمم المتقدمة.
إن شبابنا هم الثروة الحقيقية، والمورد الذي لا ينضب، فلنستثمر فيهم، ولنمنحهم الفرصة الكاملة للتعبير عن طاقاتهم الكامنة، وإبداعاتهم الخلاقة. لنعمل سويًا على تنمية مهاراتهم، وتزويدهم بالمعرفة اللازمة، ليكونوا قادة المستقبل، ورواد التغيير.
إن رؤية 2030 ليست مجرد خطة طموحة، بل هي خارطة طريق نحو مستقبل مشرق ومزدهر. فلنكن على قدر المسؤولية، ولنعمل بجد وإخلاص لتحقيق أهدافها النبيلة. لنبني معًا مملكة قوية شامخة كما هي، قادرة على مواجهة التحديات، واقتناص الفرص. إن مستقبل الأجيال القادمة أمانة في أعناقنا، فلنحرص على صونها، ولنعمل جاهدين على بناء غدٍ أفضل لهم. غدٍ ينعمون فيه بالرخاء والازدهار وبمنظور تنموي مستدام، وينعم فيه وطننا بالأمن والاستقرار. فلنجعل من مملكتنا منارة للعلم والمعرفة، ورمزًا للتسامح والتعايش، وقدوةً حسنة للأمم والشعوب.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال