الحاج شريك فعّال
إن المسؤولية في تحقيق استدامة الحج لا تقتصر على المملكة وحدها كدولة مستضيفة؛ بل تمتد أيضًا إلى جميع الحجاج القادمين من مشارق الأرض ومغاربها الدول. وعليه لدينا هنا بعض المسارات المقترحة الهامة التي تساعد في تحويل الحاجّ من متلقٍ إلى شريك فعّال في نجاح مبادرة ” الحج الأخضر” والتي تجمع بين التوعية والتسهيل والتحفيز والبعد الروحي:
- ربط التوعية بحجم المناسبة:
- استغلال موسم الحجّ كفرصةهائلة لنشر سلوكيات صديقة للبيئة بين شريحة واسعة من الزوار؛ حيث يستقطب ما بين 2,5 إلى 3 ملايين حاج سنويًا من مختلف الجنسيات.
- الاستمرار في إطلاقالحملات التوعوية الرقمية التي تقوم بها الدولة مشكورة (عبر التطبيق الرسمي ومنصّات التواصل) لتتضمن فيديوهات قصيرة، إنفوجرافيك، وكتيبات مترجمة تشرح خطوات “الحج الأخضر” (فرز النفايات، ترشيد الماء والطاقة، استخدام مواد صديقة).
- 2. تسهيل الممارسة في الميدان:
- من المناسب أن تحتوي“حقيبة الحاج الأخضر” التي توزع عند وصوله على (قارورة ماء قابلة لإعادة التعبئة، كيس فرز نفايات صغير، دليل عملي مطوي باللغات الرئيسية، وبطاقة هوية شارة QR ترشد لأقرب حاوية ذكية).
- اعتمادحاويات ملونة وموسومة في كل موقع – مع لوحات إرشادية ورسوم توضيحية بسيطة – تُظهِر كيفية تفكيك العبوات البلاستيكية والتخلّص من الأطعمة.
- توفير خرائط ذكية في تطبيق”موان” تُظهر مواقع نقاط الفرز، وأوقات التفريغ، وخدمات إعادة التدوير الفورية.
- 3. برامج التحفيز والمسابقات:
- تصمّيم مسابقة “الحاج الأخضر”لإكساب الحاج نقاطًا (Points) عند مسح أكواد QR على حاويات الفرز ثم يتبادلها بخصومات على بعض الخدمات، أو يحصل على شهادة إلكترونية “Green Pilgrim” عند تجميع عدد محدد من النقاط.
- توفير شهادات تقدير وجوائز رمزية (مثل شارة خاصة تُثبّت على ثوب الإحرام) للحجاج والمجموعاتوبعثات الحجيج الأكثر التزامًا بمعايير الاستدامة.
- إشراكقادة المجموعات و”المطوفين”؛ كسفراء للتثقيف البيئي داخل المخيمات وتكليف بعضهم بالإشراف على تطبيق قواعد الفرز والمياه. ومن ثم تكريمهم علنًا من خلال وسائل التواصل الاجتماعية.
- 4. توظيف البعد الروحي والأخلاقي:
- التأكيدفي كل رسائل التوعية على أن “حفظ الأرض” واجب شرعي وإنساني، يعبّد السالك إلى ربه بالحفاظ على نعمته من حوله.
- سرد قصص واقعيةفي مواقع بعثات الحجيج عن نبراس السلف الصالح في الاقتصاد عند استهلاك الماء في الوضوء والنظافة وأن هذا السلوك هو امتداد لمنهج الإسلام في ألا يُلقي الجسم فضلاته إلا في موضعها.
- تنظيم مجالس علم ودعاء ضمن برامج الحضور تُشدّد على “القَرْض الحسن” للطبيعة، حتى يدرك الحاج أن كل خطوة ترشيدية هو عمل تعبدي يُثاب عليه.
وبهذه المنظومة التكاملية (توعية نظرية وميدانية – تسهيل بيئي – تحفيز تنافسي – ربط روحي)، يتحول الحاجّ من متفرّج إلى محرّك رئيسي للحج الأخضر، فتثمّر الجهود الحكومية والمؤسسية عبر مشاركة ناجحة ومستدامة.
مع دعواتنا الصادقة لحجاج بيت الله الحرام بحج مبرور وذنب مغفور وسعي مشكور، وأن يعيدهم الله لديارهم سالمين غانمين.