الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
جهود تذكر فتشكر
تدخل السلطات السعودية في سباق مع الزمن، عامًا بعد الآخر، للحفاظ على البيئة وحمايتها خلال مواسم الحج؛ لتحقيق مستهدفات مبادرة الحج الأخضر. إذ يشكّل التجمع السنوي لملايين المسلمين في مكة المكرمة أكبر التجمعات البشرية على وجه الأرض، وأكبر التحديات البيئية التي تواجهها المملكة سنويًا؛ فموسم الحج يستهلك كميات ضخمة من الطاقة، تعتمد فيها بشكل رئيس على الوقود الأحفوري، ما يفاقم البصمة الكربونية، في حين تسعى المملكة إلى التحول نحو الطاقة المتجددة للحدّ من ذلك. وتستدعي إيجاد حلول مبتكرة لضمان استدامته دون التأثير على قدسيّته.
وقد اتخذت المملكة العربية السعودية خطوات كبيرة لتحقيق هذا الهدف من خلال عدة برامج ومشاريع تشمل ما يلي:
أولًا: تقليل الانبعاثات الكربونية: من خلال التالي:
ثانيًا: منصة وطنية موحّدة لإدارة النفايات وجمعها ميدانيًا: حيث يقوم المركز الوطني (موان) بتشغيل منصة إلكترونية متكاملة لإدارة المخلفات، بدءًا من جمع الإحرامات، والنفايات البلاستيكية، والورقية، والعضوية، وصولًا إلى البطانيات وأقمشة المخيمات. ومن خلال تطبيق نظام متكامل يتم إعادة فرز النفايات وإعادة تدويرها داخل المشاعر المقدسة، وفصل المخلفات العضوية عن البلاستيك والورق والمعادن، مما يقلل من التلوث البيئي ويعزز الاستدامة.
ثالثًا: تنفيذ مشروع تبريد الأسطح الأسفلتية للطرق بمكة والمشاعر المقدسة: حيث تعمل على معالجة ظاهرة “الجزيرة الحرارية” التي تؤدي إلى زيادة استهلاك الطاقة وتلوث الهواء، وتمت معالجتها باستخدام تقنية الأرصفة الباردة (تبريد الإسفلت). وظاهرة التبريد عبارة عن عدة مواد محلية الصنع لها القدرة على امتصاص كميات أقل من أشعة الشمس؛ حيث تعمل هذه المادة على عكس الأشعة، فتكون درجة حرارة سطحها أقل من الأرصفة التقليدية.؛ كخطوة أكثر استدامةً لخفض درجة الحرارة وخدمة وراحة الحجاج.
رابعًا: ترشيد استهلاك المياه: من خلال توعية الحجاج بأهمية تقليل استهلاك المياه أثناء الوضوء والشرب، خاصة في ظل الضغط الكبير على الموارد المائية في مكة المكرمة.
خامسًا: استخدام مواد صديقة للبيئة: من خلال استخدام مواد تغليف قابلة للتحلل، وتقليل المنتجات البلاستيكية ذات الاستخدام الواحد، مما يحد من النفايات غير القابلة للتحلل.
سادسًا: إعادة تدوير ملابس الإحرام: من خلال توجيه ملابس الإحرام بعد انتهاء الحج إلى جمعيات خيرية لإعادة توزيعها، مما يساهم في تقليل نفايات النسيج وتعزيز ثقافة الموضة المستدامة.
وتعكس جهود المملكة الجبارة خلال مواسم الحج المتتالية التزامها بتحقيق “حج أكثر استدامة”، من خلال مبادرة الحج الأخضر، التي تهدف إلى جعل موسم الحج أكثر استدامة وصديقًا للبيئة، بما يتماشى مع رؤية 2030 مع الحرص على الارتقاء بسلامة وجودة تجربة الحجاج في المشاعر المقدسة. ومن المناسب أن نعرض بعض الفرص التي ستساهم إلى جانب ما تقوم به الجهات المعنية في الدولة من توسعة للبنية التحتية للتدوير، إلى رفع كفاءة إدارة المخلفات إلى مستويات رائدة، وزيادة مشاركة المتطوعين؛ للوصول إلى جعل موسم الحج نموذجًا عالميًا لـ«الاقتصاد الدائري» والإدارة البيئية الذكية.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال