الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
في موسم ترتدي فيه الأرض قدسيتها، وتُضاء السماء بدعوات ملايين الحجاج، تكتب المملكة قصة لا تشبه سواها. موسم حج 1446هـ (2025م) لم يكن مجرد عبورٍ من مناسك إلى أخرى، بل كان استعراضًا حضاريًا لإرث دولة جعلت من خدمة ضيوف الرحمن شرفًا، ومن تنظيم الحج واجهة مشرقة لها على العالم.
والتهنئة هنا لأولئك الذين حملوا هذه الأمانة، فأدّوها بإخلاص. إلى مقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وإلى سمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، نرفع أسمى آيات الفخر بنجاح هذا الموسم، كما نخص بالشكر سمو وزير الداخلية الأمير عبدالعزيز بن سعود بن نايف، رئيس اللجنة العليا للحج، وكل جندي من أبناء هذا الوطن كان جزءًا من هذا الإنجاز.
لم يعد الحج مجرد موسم ديني يقضي فيه المسلمون فرضهم فقط، بل أصبح مشروعًا حضاريًا متكاملًا، فتجربة الحاج لم تعد محصورة في تأدية الشعائر، بل أصبحت رحلة معرفية وروحية وثقافية، تبدأ من حملة “لا حج بلا تصريح” التي نظّمت المشهد ببراعة، مرورًا بتجربة تقنية وخدمية وإنسانية متكاملة، وانتهاءً بذاكرة يعود بها الحاج محملًا بالطمأنينة والانبهار.
ورؤية 2030 كانت هناك، في كل تفصيل. برنامج “ضيوف الرحمن” كان هندسة دقيقة لتجربة زائر، بمؤشرات أداء تُقاس وتُراجع وتُطوّر، حتى يشعر الحاج بأنه في ضيافة دولة تُجيد فن الترحيب، وتُحسن إدارة التفاصيل.
وفي قلب هذه القصة، كانت المدينة المنورة. بوابة الرحمة، ومرقد النبوة، ومصدر السكينة. هنا، لا تكتفي المدينة بتقديم الخدمات، بل تروي الحكاية من جديد، حكاية المحبة، والضيافة، والانتماء.
بعين يقظة من سمو أمير المنطقة الأمير سلمان بن سلطان، ويدٍ تعمل بهدوء بقيادة معالي المهندس فهد البليهشي، أمين المنطقة، قدّمت المدينة تجربة استثنائية هذا العام. فعاليات ثقافية، متاحف، مبادرات حرفية، وتأهيل لمزارع تاريخية، شكّلت لوحة من الجمال الروحي والمعرفي.
لكن هذا ما هو إلا تمهيد. فالقادم يحمل ملامح تحولٍ نوعي: توسعة مسجد قباء، مشروع “على خطاه” لطريق الهجرة، منطقة الخندق، مسجد ميقات ذو الحليفة، مشروعات عمرانية عصرية كـ”الغرة”، “قلب أحد”، “غرب المقر”، و”روئ المدينة”. كلها تشي بأن المدينة تتجه لتصبح وجهة تُثري الزائر وتُثمر لأهلها فرصًا اقتصادية واجتماعية مستدامة.
هكذا، تبني المملكة مستقبلها من عمق رسالتها. وهكذا يتحول الحج من فريضة إلى قصة، ومن مناسك إلى وجهة، ومن تجمع عابر إلى تجربة باقية.
فكل عام، تصبح الزيارة أكثر اكتمالًا… وكل موسم، يصبح الحج وجهةً وواجهة. اخيرا اقول لمن حج بيت الله الحرام (حجٌ مبرور، وذنبٌ مغفور، وسعيًا مشكور).
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال