سوق الأسهم بين توقع زخم استمرار الاكتتابات وإلغائها

قبل العيد ألغي اكتتاب شركتين، وقبل العيد أيضا صرح عدد من المسؤولين ان الطروحات وزخمها سيستمر. والسؤال الذي قد يطرأ لحظيا هل هناك مبالغة في عدد الطروحات؟ وهل الواقع يعاكس التصريحات المتفائلة؟ وهل هناك شح في السيولة أدى وسيؤدي مستقبلا لفشل الكثير من الطروحات؟ وهل هناك ضعف في إجراءات القبول بالطرح؟ وغيرها الكثير من الأسئلة. وجوابي شخصيا على كل الأسئلة أعلاه (لا).

الزخم سيستمر والدليل تغطية طروحات الشركات التي يرى السوق جدوى الاكتتاب بها بمئات المرات. لا يوجد مبالغة في عدد الطروحات، وأنا مع الرأي ان عدد الطروحات السنوية ينبغي ان يكون ضعف ما هو عليه الآن سواء في السوق الرئيسي او (نمو). أما الواقع فيشير الى نضج السوق في المشاركة بالاكتتابات والمسألة لم تعد عبثية (تعالوا نكتتب لأن الربح مضمون).

اما إجراءات القبول فأنا مع تسهيلها أكثر مما هي عليه الآن. (كما وأقترح ان تكون العقود الحكومية الممنوحة لشركات القطاع الخاص التي تزيد سنويا عن 50 مليون مشروطة بطرح وفق خطة لا تتجاوز ال 3 سنوات).
السوق نضج، ويستطيع تحديد الشركات التي يغطيها وفق رأي السوق بالجدوى والتسعير، وأنا هنا لا أقول ان الشركات التي فشلت في الاكتتاب ليست ذات جدوى أو تسعيرها غير مناسب، ولكن أقول ان السوق لم يتقبلها وقد يكون التوقيت احد الأسباب، والدليل على صحة ما أكتب عدم التغطية في وقت تغطى فيه طروحات أخرى بأضعاف ما هو مطروح. وقد يتغير رأي المستثمرين في المستقبل، وقد لا يتغير، وقد يكون المستثمرين في السوق على صواب في عدم الاكتتاب وقد يكونوا على خطأ وحينها يكونوا قد ضيعوا على انفسهم فرصة، احتمالات كثيرة لا شك غير ما سبق، ولكن من حق السوق (الانتقاء)، ومن حق الشركات التي تنوي الادراج تسهيل الإجراءات، وهذا رأيي على العموم.

سوق الأسهم نضج، وساهم في نضجه تسهيل إجراءات دخول الأجانب، وساهم أيضا كفاءة الجهات الرقابية والتشريعية وعلى رأسها هيئة السوق المالية، وساهم أيضا في نضج السوق الإجراءات القضائية الصارمة بحق المتلاعبين، وساهم أيضا كفاءة شركات الكابيتال في تقديم الرأي والمشورة والتوصيات المبنية على أسس علمية. نضج السوق جهد جماعي يشكر عليه الجميع من ذكرت ومن لم أذكر. ولا أنسى وأرجو ان لا ينسى أحد ان الضربات المؤلمة التي يتعرض لها المتداولين تساهم بشكل جوهري في نضج السوق أيضا (الضربة اللي ما تكسر الظهر تقويه).