الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
تزايدت المنافسة بين الصين والولايات المتحدة في مجال التكنولوجيا العميقة، خاصة في مجالات الذكاء الاصطناعي، والذكاء الاصطناعي التوليدي، وصناعة الشرائح الذكية مثل وحدات معالجة الرسومياتGPUs،والحوسبة الكمومية،وغيرها من التقنيات المتقدمة. وتعتبر كل من الدولتين أن السيطرة على هذه التقنيات هي مفتاح للنمو الاقتصادي، والقوة العسكرية، والنفوذ العالمي.
وفي مجال تطوير الذكاء الاصطناعي، تتصدر الشركات الأمريكية، مثلOpenAI وقوقل ومايكروسوفت، قيادة الابتكارات في الذكاء الاصطناعي التوليدي، الذي ينتج نصوص وصور وفيديوهات تشبه تفكير الإنسان. ومن ناحية أخرى، تستثمر الصين بشكل كبير، من خلال مبادرات مدعومة من الحكومة وشركات التكنولوجيا الكبرى مثل بايدو وعلي بابا وتنسنت، وكذلك شركة DeepSeek الصينية للذكاء الاصطناعي والتي تعمل على تطوير نماذج لغوية كبيرة، بهدف اللحاق والتفوق في تطبيقات الذكاء الاصطناعي في مجالات مثل المدن الذكية، والرعاية الصحية، والأمن، والترفيه، والمركبات الذاتية القيادة، وغيرها من المجالات.
ومن خلال تصنيع الشرائح الذكية، والتي تدعم كل شيء من الهواتف الذكية إلى مراكز البيانات، كأحد المحاور الاستراتيجية الأساسية في الريادة التكنولوجية، كانت الشركات الأمريكية رائدة في تصميم الشرائح المتقدمة، لكن الصين بدأت تتوسع بسرعة كبيرة في صناعة أشباه الموصلات من خلال دعم حكومي وسياسات نقل التكنولوجيا، بهدف تحقيق الاستقلال عن الشركات الأجنبية.
ولذلك، فإن وحدات معالجة الرسومياتGPU التي تلعب دور رئيسي في تدريب نماذج الذكاء الاصطناعي، هي هدف اساسي للتصنيع.
وفي هذا الصدد، تسيطر الشركات الأمريكية مثل شركة NVIDIA على هذا السوق، وتوفر البنية التحتية للأجهزة التي تدعم العديد من تطبيقات الذكاء الاصطناعي حول العالم. وهذه الوحدات تعتبر عالية الأداء والسرعة وتتمتع بنظام بيئي ناضج، مما يجعلها المهيمنة في مجالات الألعاب والذكاء الاصطناعي والحوسبة عالية الأداء، ولكنها عالية تكلفة. وفي ذات الوقت، تعمل الصين أيضا على تطوير تقنيات GPUs الخاصة بها، من قبل شركات مثل هواوي وعلي بابا، لتقليل الاعتماد على الموردين الغربيين ولتعزيز الاكتفاء الذاتي وكذلك للتنافس بتكلفة أقل للمستوردين.
ومن جهة أخرى، فإن الحوسبة الكمومية تمثل ساحة أخرى للمنافسة، حيث تتصدر الولايات المتحدة المشهد في أبحاث الكمومية، بمؤسسات مثل IBM وقوقل وعدة شركات ناشئة، محققة تقدم ملحوظ، بينما تستثمر الصين قدراتها بشكل مكثف، بهدف تطوير الحوسبة الكمومية والتي قد تغير قواعد الأمن السيبراني ومعالجة البيانات.
إذن، هذه المنافسة التكنولوجية، بين الصين والولايات المتحدة الأمريكية، ليست فقط من أجل المكاسب الاقتصادية، بل تشمل أيضا النفوذ الجيوسياسي والأمن القومي.
ومع استمرار الدولتين في التقدم، تتسارع الابتكارات العالمية، لكن تبرز مخاوف من الانفصال التكنولوجي والمخاطر الأمنية وكذلك التحديات الاقتصادية والتجارية في حال وجود صراعات قد تؤثر على سلاسل الإمداد العالمية.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال