الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
أتقدم بالتهنئة لمولاي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو سيدي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان على نجاح موسم الحج لهذا العام، والذي جاء تتويجا لتوجيهاتهما بضرورة تقديم اقصى ما يمكن الحاج من أداء نسكه براحة واطمئنان. أداء الحج لا يبقى في ذكرى الحاج فقط، ومثلها العمرة، ومثلها زيارة المسجد النبوي، بل يمتد في ذكرى عوائلهم وحتى سكان الحي الذي يقطنون.
في كثير من الدول الإسلامية يطلق على من ادى نسك الحج (الحاج) تعظيما لشخص من قدم للحج وتمييزا له عن من سواه. ما أود قوله ان بالإمكان ترسيخ ذكرى القدوم لمكة المكرمة والمدينة المنورة بصناعة متخصصة للمنتجات ذات طابع يرسخ ذكرى زيارة مكة والمدينة، ولا يمنع ان تدمغ بـ (صنع في مكة) و(صنع في المدينة).
جل ما يباع في محال مكة والمدينة يصنع في الصين وغيرها، وأود التذكير اننا نهدف لقدوم (ما لا يقل) عن 30 مليون زائر والكثير يود ان يرجع ومعه تذكار يحفظ لأجيال في ذكرى زيارة المدينتين الشريفتين مكة والمدينة، ولكن جل ما يجدونه قادم من الصين والهند ونحن لا نصنع تذكار لهم في مكة والمدينة. انني أدعو لنواة صناعة للسجاد والمسابح وأعمال خشبية لوضع القرآن الكريم حين القراءة والانتهاء منها، ولا يمنع ايضا صناعة مسابح ومشغولات ذهبية ذات زخرف تعكس مكة والمدينة، بل وملبوسات رجالية ونسائية (لا يمنع ان يكون منها ما هو بنفس قماش كسوة الكعبة) وغيرها الكثير تكون مصنوعة بأيدي شباب وبنات مكة والمدينة وتدمغ (صنع في مكة والمدينة).
ما ذكرته من منتجات هي وليدة اللحظة ولكن بالإمكان الخروج بأفكار أخرى للأطفال والكبار على حد سواء على ان تكون الاسعار بحسب المنتج نفسه، فبعض الحجاج والمعتمرين اثرياء او ذوي ملاءة مالية جيدة مع الحرص على وجود منتجات بسيطة تكون في متناول الجميع حتى البسطاء من زوار الحرمين الشريفين.
قدوم ما لا يقل عن 30 مليون حاج ومعتمر وزائر لمكة والمدينة يجعل من الحتمي ان تكون هذه الصناعة مربحة وذات جدوى اقتصادية وبالامكان توسعها مع الوقت لتكون مصدرة للمنتجات التذكارية للدول الإسلامية وغيرها من الدول التي يقطنها مسلمين وحتى لغير المسلمين ليشتريها من لم يجد الفرصة للقدوم. كثيرين في العالم يريدون هذا بل وأدعي ان هناك طلب سيتولد من جلهم لهذه المنتجات متى وجدت وتوفرت. علينا ان نفكر قليلا لو 10% من الـ 30 مليون حاج ومعتمر المتوقع وصولهم في عام 2030 اشترى فسيكون لدينا 3 مليون عميل في السنة.
حان وقت وضع لبنات هذه الصناعة، وأذكر بضرورة ان تكون منتجاتها بأعلى معايير الجودة والإتقان، لأنها ستحمل ذكرى زيارة مكة والمدينة، ولأن من سيطلبها من الخارج يتوق لأمر (صنع) في مكة المكرمة والمدينة المنورة. فمن يقتنيها يفترض ان المنتج سيعمر لزمن طويل لا شك وهذا ما يجب ان يكون. هذه الصناعة يجب ان تكون في مستوى ما يكنه المسلمين من مشاعر تجاه المدينتين المقدستين.
اكتب هذا بعد اطلاعي على تقرير نشرته وكالة الانباء السعودية (واس) مشكورة عن هدايا الحجاج لذويهم وأحبائهم في بلدانهم، وكيف انهم يسعدون بالتسوق من أسواق مكة، التقرير يؤكد جدوى صناعات مكية ومدنية تلبي رغباتهم، وتعمق ذكرياتهم، وتساهم في تعميق روابط الأخوة والصداقة مع ذويهم في بلدانهم. كما أذكر الجميع بالسؤال العميق الذي سأله سمو سيدي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان لمعالي وزير الصناعة والثروة المعدنية الأخ بندر الخريف (شماغك وين مصنوع؟). فالانجليز والصينيين والسويسريين وغيرهم يصنعون (شمغنا وغترنا) التي نلبسها ولا تستهلك محليا في بلدانهم.
وفي النهاية أود ان اعبر عن احترامي لوجهة النظر التي ترى ان استيراد المنتجات التذكارية تجدي اقتصاديا اكثر من صناعتها، كما وانها تكون أقل تكلفة على المستهلك، وخصوصا ان جلهم لا يملك قوة قدرة شرائية، ولكن انا مع الرأي ان تطبيق حقيقة استيراد أي منتج أقل تكلفة من صناعتها محليا اجدى سيؤدي بنا الى ان نستورد كل شيء بنسبة 100% وسينتهي بنا المطاف ان لا نصنع أي شيء ابدا. ولهذا أرى ضرورة ضخ الاستثمار (مع دعم حكومي مؤقت) ينتهي بمرحلة الـbreak-even ونحن الآن في مرحلة بناء اقتصادنا من جديد، وإعادة توجيه الدعم في كثير من القطاعات.
كما أود الإشارة الى اني أطلعت على تجربة (نماء المدينة)، ولكن انا هنا أتكلم عن مشروع اكثر تحديدا من نماء المدينة وفق استراتيجيتها المعرفة في موقعهم الالكتروني. انا أتكلم عن منظومة متكاملة من البنية التحتية الممكنة وشبكة التوزيع المنظمة ونماذج واضحة معرفة، تماما مثل شركة (نوق) التي على الرغم من انها قد تشتري حليب ابل من ملاك ابل مستقلين الا انها تحدد المنتج وتحدد معايير القبول (العالية) وتحدد ال packaging و branding .
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال