الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
سؤال يتردد كثيرًا لدى أصحاب التطبيقات الرقمية، وخاصة أولئك الذين يقدمون منتجات ممتازة من حيث القيمة، لكنهم يصطدمون بواقع مختلف: الزوار موجودون، لكن المبيعات غائبة. في هذا المقال، أشارك تجربة حقيقية مررت بها مع أحد العملاء، لنكشف معًا عن الخلل الذي غالبًا ما يكون غير مرئي، لكنه مؤثر بدرجة كبيرة: تجربة المستخدم داخل التطبيق. قبل أسابيع، تواصل معي أحد العملاء وكان يبدو عليه الإحباط. يملك تطبيقًا لبيع منتجات رقمية متنوعة مثل المحتوى التعليمي، التصاميم، والأدوات المفيدة. في البداية، لم تكن المشكلة في ضعف الإقبال، فالإحصائيات تشير إلى تفاعل جيّد: عدد كبير من المستخدمين يتصفح المنتجات ويضيفها إلى السلة. لكن المفاجأة أن كل هذا النشاط لم يُترجم إلى عمليات شراء حقيقية. لا مبيعات، ولا حتى استفسارات. صمت رقمي.
انطلاقًا من هذه المؤشرات، بدأنا بتحليل التجربة خطوة بخطوة. بدا من الوهلة الأولى أن التطبيق مصمم بشكل احترافي وجذاب بصريًا. لكن عند تجربة المنصة من منظور العميل، بدأت تظهر لنا إشارات الحيرة. لم يكن من الواضح ما الذي سيحصل عليه المستخدم بعد الدفع، ولا توجد إجابات على أسئلة بديهية مثل: “ما القيمة التي سأحصل عليها؟” أو “لماذا أشتري الآن؟”. والأسوأ من ذلك، أن خطوات الشراء كانت طويلة ومعقدة، دون وجود أي نموذج تجريبي يطمئن المستخدم إلى جودة ما سيحصل عليه.
ومن هنا بدأ يتضح الخلل الحقيقي: ليس في المنتج، بل في طريقة عرضه، وفي قدرة التطبيق على بناء الثقة وتوضيح القيمة بشكل سريع ومباشر. وهذه ليست حالة استثنائية، بل سيناريو متكرر في سوق التطبيقات، حيث تنشغل العديد من الشركات بتجميل الواجهة، وتغفل عن جوهر التجربة.
تأثير هذا الخلل لا يتوقف عند المبيعات، بل يمتد ليؤثر على صورة الشركة بالكامل. تطبيق لا يقدم تجربة جيدة يمكن أن يهز ثقة العميل، ويكوّن لديه انطباعًا سلبيًا قد يصعب تغييره لاحقًا. وتزداد خطورة هذه المسألة عند بيع منتجات رقمية غير ملموسة، حيث يحتاج المستخدم إلى إحساس عالٍ بالوضوح والثقة قبل اتخاذ قرار الشراء. وفي هذا السياق، تبدأ رحلة الإصلاح من طرح الأسئلة الصعبة: لماذا يتردد العميل؟ أين يتوقف؟ ما الذي يربكه؟ فلا يكفي أن تكون واجهة التطبيق جذابة، بل الأهم أن تكون مفهومة، موثوقة، وسهلة التفاعل. وهنا تصبح التفاصيل الصغيرة مؤثرة: لمسة توضيحية في المكان المناسب، إزالة خطوة غير ضرورية، أو تعزيز عنصر الأمان قد يكون كافيًا لتحويل التردد إلى قرار.
وهذا يقودنا إلى نقطة جوهرية: التحسين لا يعني تجميل السطح، بل مراجعة شاملة للتجربة من منظور المستخدم الجديد. الأمر لا يرتبط بحجم الإنفاق أو شهرة العلامة التجارية، بل بمدى فهم الشركة لجمهورها وقدرتها على تصميم تجربة تحترم وقت العميل وتبني ثقته وتبني علاقة حقيقية مع المستخدم. علاقة تبدأ من التفاعل الأول، وتتطور مع كل قرار، وتترسخ عندما يشعر العميل بالثقة الكافية ليعود مجددًا، وربما يُوصي الآخرين. وهنا يتحول التطبيق من مجرد أداة بيع… إلى جسر طويل الأمد يربط الشركة بجمهورها.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال