حين يتفوق الفتح على مانشستر يونايتد .. أرقام لا تصدق!

هل تعلم أن نادي الفتح حقق أرباحًا عن موسم 2021 تجاوزت أرباح مانشستر يونايتد؟ والأعجب من ذلك أن أرباحه السنوية فاقت إجمالي أرباح مانشستر يونايتد خلال آخر عشر سنوات مجتمعة.

كما أن ناديي النصر والهلال تمكنا في عام 2022 من تحقيق أرباح تفوقت على ما حققه نادي يوفنتوس الإيطالي خلال العقد الأخير.
وهنا يُطرح السؤال: كيف يمكن لأكبر الأندية العالمية أن تعيش في خسائر مالية لسنين، بينما نادٍ مغمور في إندونيسيا يحقق أرباحًا تتفوق على مانشستر يونايتد ويوفنتوس ولاتسيو مجتمعين؟

إذا كانت الأندية العالمية التي تملك أقوى العلامات التجارية تحقق خسائر، فلماذا يتجه البعض للاستثمار الرياضي؟
فعلى سبيل المثال، تجاوزت خسائر مانشستر يونايتد خلال آخر 5 أعوام مبلغ 1.2 مليار ريال سعودي، بينما بلغت خسائر نادي يوفنتوس خلال نفس الفترة حوالي 2.5 مليار ريال.

الجواب بكل بساطة: ليس الكل خاسر.
فهنالك أندية تمكنت إداراتها باحترافية من تحقيق التوازن بين الفوز بالبطولات وإرضاء الجماهير، وبين تحقيق عوائد مجزية للمُلّاك.
ومن أبرز الأمثلة:

1- نادي سيلتك الاسكتلندي، الذي حقق أرباحًا تجاوزت ربع مليار ريال لمساهميه خلال السنوات الخمس الماضية. وقد أطلق برنامج “Dividend Reinvestment Scheme”، وهو عبارة عن تنازل المساهمين عن أرباحهم النقدية مقابل إصدار أسهم جديدة لهم. يُعد هذا التصرف حكيمًا من مجلس الإدارة لزيادة السيولة وتمكين التطوير المستمر وبالتالي رفع القيمة السوقية للنادي.

2- نادي بالي يونايتد الإندونيسي، وهو نموذج يجب أن يُدرَس من قِبل الأندية السعودية. بالرغم من كونه ناديًا مغمورًا بالكاد يُذكر، إلا أنه أصبح ثاني نادٍ آسيوي تُدرج أسهمه في أسواق المال، وقد حقق منذ إدراجه عام 2019 أرباحًا بلغت 52 مليون ريال.

يمكن تلخيص الاستثمار الرياضي في مقولة شهيرة للمصارع مايك تايسون:
“لكل شخص خطة… حتى يتلقى اللكمة الأولى.”
فالاستثمار الرياضي مليء باللكمات الأولى، والنجاح فيه مرهون بقدرة الأندية على امتصاص الصدمات والتعامل مع المخاطر المالية، خاصة وأن أصولها المدرة للدخل هي أصول بشرية يصعب التنبؤ بتصرفاتها.

ختامًا،
ربما حان الوقت لنتوقف عن المقارنات السطحية، ونتعمق في فهم ما يجعل ناديًا ما مستدامًا وآخر عاجزًا رغم الشعبية.
النجاح الرياضي لم يعد كافيًا، بل أصبح البقاء مرهونًا بالاحتراف المالي والإداري. والكرة السعودية أمام فرصة تاريخية لتكون قصة نجاح جديدة في عالم الاستثمار الرياضي.