الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
في وقت ليس ببعيد، كانت الشركات تنمو بوتيرة بطيئة، وتعتمد على القروض البنكية أو رأس المال الذاتي كخيار تمويلي وحيد تقريبًا. هذا النمط التقليدي كان يُوفّر قدرًا من الاستقرار، لكنه غالبًا ما يحدّ من الطموح، خاصة في عالم يشهد تغييرات متسارعة. ومع تطور بيئة الأعمال وظهور ريادة الأعمال كقوة اقتصادية، لمع فيها نجم الاستثمار الجريء كخيار تمويلي جديد يعيد رسم خارطة النمو للشركات الناشئة.
ما الفرق بين الاستثمار الجريء والتقليدي؟
الاستثمار التقليدي يقوم على تمويل شركات قائمة غالبًا، لديها سجل أرباح واضح، وتقدم ضمانات ملموسة، مقابل فائدة أو شروط محددة. البنك أو المستثمر لا يخاطر كثيرًا، ويرغب بعوائد مستقرة وآمنة.
أما الاستثمار الجريء (Venture Capital)، فيغامر برأسماله في شركات ناشئة لا تزال في بداياتها، أحيانًا قبل أن تُحقق أي إيرادات. لكنه لا يبحث فقط عن ربح، بل عن نمو متسارع يمكن أن يضاعف استثماره عدة مرات في حال النجاح.
لماذا يُسمى “جريئًا”؟
لأنه يدخل في عمق المخاطرة، يستثمر في “الفكرة” قبل أن تُثبت نجاحها، و في “الفريق” قبل أن يُعرف، وفي “السوق” الذي قد يتغير بالكامل. هو استثمار يؤمن بالإمكانات لا النتائج الحالية.
أمثلة واقعية:
في الولايات المتحدة، كان الإستثمار الجريء وراء صعود شركات مثل: Google وAmazon وAirbnb. هذه الشركات بدأت بفكرة، ونمت بدعم جريء.
وفي السعودية، نرى أمثلة ناجحة مثل:
كلها استفادت من صناديق استثمار جريء محلية مثل SVC و STV وواعد فنتشرز، وحققت نموًا غير مسبوق.
متى تختار التقليدي؟ ومتى تلجأ للجريء؟
تشابه السوق السعودي مع “وادي السيليكون”
البيئة السعودية اليوم، بدعم من رؤية 2030، أصبحت شبيهة بـ Silicon Valley من حيث:
وهذا يجعل المملكة العربية السعودية أرضًا خصبة لأنطلاقة مشاريع ابتكارية على غرار ما حدث في وادي السيليكون.
هل الاستثمار الجريء للجميع؟
ليس بالضرورة. هذا النوع من الاستثمار يتطلب:
فهو ليس تمويلًا مجانيًا، بل شراكة استراتيجية تتطلب شفافية، تقارير دقيقة، وإلتزامًا بمراحل نمو سريعة.
في الختام:
الاستثمار الجريء ليس بديلًا عن الاستثمار التقليدي، بل مكمل له. فكل نوع له دوره، وزمانه، وفئته المناسبة.
والمستثمر الذكي، سواء كان فردًا أو شركة، هو من يعرف متى يخاطر، ومتى يحافظ ، ومن يؤمن أن المال ليس فقط وسيلة للتمويل، بل أداة لتحقيق النمو، وبناء القيمة، وصناعة الأثر.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال