الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
في الولايات المتحدة الأمريكية، وعلى بعد آلاف الأميال، دوى إسم الهلال.
هلالنا الأزرق الذي ولد في حي الظهيرة، وشب في العريجاء، وسكن قلوب الملايين، أضاء سماء كاس العالم للأندية، وبهذه المناسبة، أرفع أسمى آيات التهاني لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، ولسمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان، بمناسبة الإنجاز الوطني المشرف الذي حققه الهلال بتأهله إلى دور الـ8 في بطولة كأس العالم.
هذا التأهل ليس مجرد انتصار، بل امتداد لرؤية طموحة صاغتها القيادة، وراهن عليها الوطن، وها هي تُؤتي ثمارها في ملاعب العالم.
الهلال ارتدى قميص المملكة، وحمل معها طموح وطنٍ بأكمله. في مدن أمريكية متعددة، وأمام جماهير من كل القارات، كان الهلال هو القصة، هو العنوان، هو الصورة الجديدة لمملكة تؤمن بأن الرياضة أداة قوة ناعمة، ولغة حوار عالمية.
وبينما تتناقل الصحف العالمية صور الزعيم، وتتنافس المنصات في سرد إنجازه، يعود إلى الذاكرة تصريحٌ خالد لسمو ولي العهد – حفظه الله – بعد فوز الهلال بدوري أبطال آسيا عام 2021، حين قال:
“إنجاز للهلال… وللوطن… وللرياض.”
عبارة قصيرة لكنها تختصر فلسفة وطن: الرياضة ليست منافسة فقط، بل بوابة لتسويق المدن، وتعزيز الانتماء، وبناء الصورة الذهنية.
الرياض، التي لمعت كمركز للمواسم والفعاليات والمؤتمرات، غابت عن أكبر لحظة إعلامية كان يمكن أن تكون منصة لتسويقها.
الهلال -وهو الابن الشرعي للرياض – ذهب بلا هوية مدينته، لا في الاسم، ولا في الشعار، ولا في الدعم المؤسسي المصاحب. لا موسم الرياض رافقه، ولا هيئة تسويق، ولا وفد يعكس جمال المدينة التي أنجبته.
في المقابل، كانت أسماء الأندية المنافسة تصرخ بأسماء مدنها: باريس سان جيرمان، مانشستر سيتي، إنتر ميامي، ريال مدريد .. فرق تروّج لمدنها مع كل صافرة، وتصدّر هويتها مع كل تمريرة. وحده الهلال، لعب للعالم… لكن دون أن تمسك الرياض بيده.
حتى الهوية العمرانية التي سبق للهلال أن احتضنها في شعاره – العمارة السلمانية – أو الطابع النجدي المنتظر في أطقم الموسم المقبل، لم تُفعَّل كرموز بصرية تسافر مع الفريق وتروي قصة مدينة.
ما حدث كان فرصة من ذهب، ليس فقط لتسويق فريق، بل لزرع اسم “الرياض” في قلوب جمهور عالمي متعطش للتجارب والمدن الجديدة. لحظة كان يمكن فيها للعاصمة أن تسافر خفيفةً على جناح فريقها، وتستعرض هويتها وجمالها وقوتها الناعمة.
لكن الهلال ذهب وحده… ولعب وحده… وفاز وحده.
وفي زمن تسويق المدن، لا يكفي أن تفوز الفرق، بل يجب أن تفوز المدن مع كل صافرة نهاية.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال