الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
في عالم مهووس بالأرقام والمؤشرات الاقتصادية، يتناسى كثيرون أن الإنسان ليس آلة إنتاج، انما كيان نفسي وروحي يسعى إلى السعادة في الحياة. وبينما تُقاس الدول بناتجها المحلي، تُقاس جودة حياة الأفراد بمعادلات أكثر بساطة وعمقًا. فما هي معادلة السعادة التي تمنح الإنسان توازنًا داخليًا، يدفعه “تلقائيًا” ليكون أكثر إنتاجية، وأكثر التزامًا، وأقل عرضة للانهزام؟
أشارككم معادلتي التي أؤمن أنها تؤدي الى السعادة المستدامة، لا السريعة، وهي معادلة من أربع متغيرات اهمها الروح قبل الجسد، ففي زحام الحياة، ينسى الكثير أن أول استثمار هو علاقتهم مع خالقهم. ممارسة العبادة والدعاء والتأمل ليست طقسًا روحانيًا فقط، بل مصدر راحة نفسية وقد يكون اقرب الى زر ”إعادة تشغيل” يومية للإنسان.
ففد تبيّن أن الذين يحافظون على ممارسات دينية منتظمة يعانون أقل من الاكتئاب والقلق، ويتحملون الضغوط الاقتصادية والمهنية بشكل أفضل.
الدين هنا لا يكون عائقًا للنمو، بل دافعًا له. فهو يزرع المعنى، ويضع حدودًا أخلاقية، ويمنح راحة الضمير، مما يقلل من تكلفة الندم والقرارات الخاطئة في الحياة والعمل.
بعد ذلك تأتي شبكة الأمان التي لا تشترى؛ العائلة المترابطة هي أعظم شبكة أمان دون كلفة مالية.فان وجود العائلة يضمن الدعم العاطفي، ويوفر دافعًا قويًا للاستمرار، وللتحسن، وللصمود في وجه الأزمات. في الأوقات الصعبة، قد يخذلك السوق، وقد تضعف الشركات، لكن العائلة تبقى.
ثالث الأطراف هو الصحبة الحقيقية بلا منفعة متوقعة او متبادلة، صحبة تحفّز الإبداع، وتقلل الشعور بالوحدة، وتنعكس إيجابًا على جودة الحياة الشخصية والمهنية.
رابعا العمل ذو المعنى. فمن أكبر المفاهيم الخاطئة الاعتقاد أن السعادة تعني الراحة أو “قلة العمل“. بينما السعادة الحقيقية تأتي حين يلتقي الجهد بالمعنى. أن تعمل عملًا تؤمن به، وترى أثره، وتشعر بما وراء جهدك المباشر وأنه يخدم قضية أكبر منك، فهذا من أهم مصادر الرضا النفسي. لا يتعلق الأمر بالراتب أو المنصب، بل بمقدار القيمة التي تصنعها وتؤمن بها.
اذن السعادة ليست رفاهية، بل حاجة بشرية، ومصدر إنتاج لايقل أهمية عن رأس المال أو الموارد الطبيعية.وهي معادلة لا تباع ولا تُورّث، بل تُبنى: دين يربطك بالسماء، عائلة تحتضنك، أصدقاء لا يخذلونك، وعمل يشبهك.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال