الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
تشير بعض النظريات العلمية إلى أن بعض الموجات أو الترددات والذبذبات الصوتية يمكن أن تؤثر على عقل الإنسان أو مزاجه أو أفكاره أو مشاعره. وعلى سبيل المثال، تم اكتشاف تقنية “التزامن الدماغي” باستخدام محفزات إيقاعية مثل النغمات الثنائية أو الموجات الصوتية، لإحداث مشاعر متباينة مثل الاسترخاء أو التركيز.
وهناك بعض الدراسات التي تشير إلى أن الموسيقى والأصوات يمكن أن تؤثر على الحالة المزاجية والعقلية بشكل مؤقت، مثل تقليل التوتر أو تحسين المزاج، وأحيانا قد تقوم بنتائج عكسية مثل زيادة التوتر أو القلق. ولذلك، فإن العلاج الصوتي هو شكل من أشكال العلاج يستخدم الموجات والترددات الصوتية لتحقيق فوائد صحية ونفسية، ويعتمد هذا النهج على فكرة أن الأصوات والترددات، بشكل معين، يمكن أن تؤثر ايجابا على الجسم والعقل، وتساعد في تحسين الحالة الصحية، والتخفيف من التوتر، وتعزيز الاسترخاء.
ومع ذلك، فإن هناك بعض الادعاءات التي تقول إن هناك ترددات معينة أو ان هناك رسائل مبطنة يمكنها أن تؤثر بشكل قوي ودائم على الأفكار أو المشاعر بطريقة مباشرة، وتتطلب مثل تلك الإدعاءات أدلة علمية قوية تدعمها، وهي غير مؤكدة بشكل قاطع حتى الآن، بالرغم من وجود الكثيرون ممن يؤمنون بوجودها. وبالإضافة إلى ذلك، هناك دراسات في كيفية تأثير المجالات الكهرومغناطيسية EMFs على النشاط العصبي، ولكن النتائج مازالت غير حاسمة، ولا تدعم فكرة التحكم الدقيق والمتعمد في العقل، من خلال مثل هذه الترددات الخارجية.
وبالمثل، هناك فكرة تقول إن الترددات التي تُرسل عبر شبكات الجيل الخامس 5G يُمكن استخدامها للتلاعب بأفكار أو مشاعر الناس، وهو موضوع تم طرحه من خلال نظريات المؤامرة الشائعة. ويتساءل البعض عما إذا كانت هناك إشارات أو رسائل خفية يمكن أن تؤثر على الحالة النفسية، وتعمق الشعور بالخوف أو القلق بشكل متعمد. ومع ذلك، لا توجد أدلة علمية تدعم وجود مثل هذه الآليات للتحكم في العقل عن طريق 5G أو غيرها من الإشارات اللاسلكية، فالموجات الكهرومغناطيسية المستخدمة في تقنية الجيل الخامس هي أشعة غير مؤينة (غير مشحونة بشحنة كهربائية)، بل هي طاقة كهرومغناطيسية ذات ترددات راديوية RF وهي شكل من أشكال الإشعاع غير المؤين، وبالتالي، لا تملك الطاقة اللازمة لتغيير كيمياء الدماغ أو الأفكار بشكل متحكم فيه، كما يخشى البعض.
وفي حين أن الذكاء الاصطناعي يمكنه تحليل وتوقع سلوكيات الإنسان، من خلال البيانات الضخمة في الجوالات الذكية ووسائل التواصل الاجتماعي والأنظمة المختلفة وكذلك أجهزة الاستشعار والكاميرات وما إلى ذلك، إلا أنه لا يمتلك القدرة على التحكم أو التلاعب بالأفكار بشكل مباشر عبر الإشارات الكهرومغناطيسية. ولذلك، غالبا ما تنشأ مخاوف “التحكم في العقل” من سوء الفهم أو الادعاءات المبالغ فيها حول قدرات التكنولوجيا.
وعلى الرغم من وجود مخاوف أخلاقية مشروعة حول الذكاء الاصطناعي وخصوصية البيانات وتأثير المحادثات الذكية من خلال برامج مثل chatgpt وقدرتها على إقناع البشر بإتباع نصائح أو توجهات معينة، إلا أن فكرة التحكم السري في العقل سواء عبر الذكاء الاصطناعي أو الذبذبات الصوتية تظل ضمن نطاق الخيال العلمي ونظريات المؤامرة، وتفتقر في الوقت الحالي إلى الأدلة العلمية أو القدرة التكنولوجية الكافية، إلى أن يكون هناك أدلة فعلية تثبت العكس.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال