الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
@awalmatar
ماذا كانت إمكانات المملكة قبل النفط ؟ هل تم إستغلالها وتطويرها أم أهملت وتركت ؟
هل مازال هناك أمل/طريقة لبنائها من جديد ؟
المصادر لأساسية كانت الزراعة والصيد في المنطقة الشرقية والجنوب ، خدمة الحجاج في المنطقة الغربية وغيرها زراعات متفرقة في واحات المملكة الأخرى. عدد سكان قليل مع دخل متواضع ارتبط بها متطلبات رفاهية بسيطة وسط انشغال جيل الأجداد بكسب لقمة العيش لعائلاتهم.
ماذا حصل للمقومات الرئيسة لإقتصاد المملكة بعد ظهور النفط ، نظرة سريعة كافية لترينا إنحسار دورها بشكل كبير (ومفجع)
سأتطرق لأمثلة من المنطقة الشرقية كونها مكان نشأتي وشهدت بعيني التطورات على أرض الواقع بالإضافة لشهادة المقربين ممن عاصرو بداية التحول في إقتصاديات المنطقة .
الزراعة التي تركزت في واحتي القطيف والاحساء ةالتي كانت تغطي حاجة ساكنيها وتزيد اندثرت وتقلصت بشكل كبير لعدة أسباب أهمها
توفر فرص وظيفية ذات جهد أقل ودخل أعلى .
جفاف عيون المنطقة بشكل عام نتيجة الاستغلال الجائر للمياه الجوفية خلال عقد الثمانينات الميلادية في انتاج الحبوب ( قمح وشعير) والذي كان يباع للحكومة بسعر مدعم . تم اهدار مخزون الالف السنين من المياه خلال عقد من الزمن.
تم تدمير جزء كبير من البيئة البحرية عن طريق دفن السواحل والقضاء على غابات المنجروف الحاضن الطبيعي لأماكن تكاثر الأسماك وبالخصوص حول جزيرة تاروت ( لم يبق الا في حدود 10 % فقط).
مزارع النخيل ومايتبعها من انتاج للخضروات والفواكه تقلصت بشكل كبير نتيجة للزحف العمراني والذي تبعه دفن مصارف المياه التي كانت تشكل علامة فارقة وجميلة للمنطقة الشرقية عدا عن كونها ضرورية للحفاظ على مستوى ملوحة التربة.
هل كان بإمكاننا تطويرها/استغلالها بشكل أفضل ؟
أغلب الظن نعم ، ألم يكن بوسع الجهات التنظيمية إدارة ملف غابات المجروف والمصارف المائية لمواصلة دورها البيئي الهام جدا بالاضافة الى استغلالها سياحيا. العديد من الأنشطة السياحية الجميلة التي يقبل عليها الكثير وأولهم السعوديون في الخارج تتمحور حول الجولات البحرية في مناطق تتشابه كثيرا في ماكان يوما ما بحوزتنا. نعم ، النمو السكاني كان كبيرا ولكن هل عدمت الخطط لابقاء البيئة الطبيعية كما هي بل وتطويرها خصوصا مع توفر الأراضى الشاسعة في المملكة قريبا من السواحل .
نفس الشئ يكاد ينطبق على مناطق المملكة الأخرى والأمثلة كثيرة لاماكن نستطيع استغلالها بدون اضرار بالبيئة (أو التقليل منه )
جزر فرسان و جبال عسير تستطيعان أن تلعبا دور كبير في دعم أنشطة السياحة البيئية متى توفرت الخدمات والأنشطة المساندة. نستطيع ضرب أكثر من عصفور بحجر واحد، المحافظة على البيئة وتطويرها بتمويل من صناعة السياحة. في الوقت الذي تبني دول الجوار طبيعة صناعية تجمل وتثري موطنها نقوم نحن بتدمير ماوهبنا الله اياه !! .
لوسألت السياح السعوديين عن أهم الميزات التي يسعون لها لوجدت على رأس قائمتها (البراد)، درجة الحرارة في أبها والباحة تتراوح بين 30-18 م خلال أشهر الصيف. ماينقصنا هو العمل المؤسسيي وتوفير الخدمات والأنشطة السياحية.
الموارد الطبيعية للمملكة محدودة نظرا للطبيعة الصحراوية لمعظم مناطقها وهذا يستوجب الحفاظ على الموجود عن طريق التشريعات وليس الأماني . بين جشع التجار وتساهل التنظيم نخسر المزيد بإستمرار ولكن أن تأتي متأخرا خيرا من عدم الحضور .
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال