الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
.. لا أعتقد أن أحدا يعرف متى يستيقظ ضمير أصحاب البنوك، أو القائمين على إدارتها لكي يسهموا في الأعمال الإنسانية، والمعونات الخيرية لذوي الاحتياجات الخاصة.. أو المشاركة في المشاريع الوطنية التي تسهم في خدمة الوطن.
فمنذ نصف قرن وربما أكثر والأقلام تطالب أصحاب البنوك أو القائمين عليها بما سلف ولكن كما يقول المثل: ( أذن من طين وأذن من عجين )، رغم الأرباح الهائلة التي تحققها البنوك سنويا، بل ورغم ما لدى البنوك من ودائع تصل نسبتها إلى 63% لا يتقاضى أصحابها أي فائدة مخافة الوقوع في مغبة الربا، وذلك ما تؤيده «الاقتصادية» فيما نشرته بعدد يوم الأحد 7/10/1435هـ وقد جاء فيه :
سجلت الودائع لدى المصارف السعودية أعلى مستوياتها على الإطلاق بنهاية حزيران ( يونيو) الماضي لتقارب 1.5 تريليون ريال مرتفعة بنسبة 744 في المائة، وقيمة 1.3 تريليون ريال عن مستوياتها قبل 23 عاما التي بلغت 177 مليار ريال في عام 1992م.
وأظهـر تحليل لوحدة التقارير الاقتصادية في صحيفة «الاقتصادية» أن المصارف السعودية لا تدفع فوائد على 939 مليار ريال أي ما يقارب ثلثي الودائع لديها (63 في المائة) وهي عبارة عن ودائع تحت الطلب، ما يمنح المصارف فرصا كبيرة لتحقيق أرباح ضخمة نتيجة انخفاض الإقراض عليها، وتكلفة الإقراض هي الفرق بين الفائدة على الودائع والفائدة على الإقراض.
.. هكذا .. وبكل وضوح تكشف الأرقام أن 63 في المائة من الإيداعات هي عبارة عن ودائع تحت الطلب وهو ما يمنح البنوك فرصا كبيرة لتحقيق أرباح ضخمة نتيجة انخفاض تكلفة الإقراض عليها.. وتكلفة الإقراض هي الفرق بين الفائدة على الودائع والفائدة على الإقراض كما تقول الاقتصادية.
والذي يلوح لي .. أو هو المؤكد كما يقول الواقع أن البنوك إنما تجيء تبرعاتها .. أو إسهاماتها في العمل الخيري .. أو الإنساني .. إنما هو شبيه بالفتات الذي ينثره البعض للدجاج الذي يبيض ذهبا.
فالبنوك تربح آلاف الملايين خلال كل عام ومع ذلك لا تسهم ولا بواحد في المائة مما تربحه رغم أن معظمه جاء نتيجة الودائع التي لا يأخذ عليها أصحابها أي فائدة.. وأختم بأن الذي بات مؤكدا أن لاجدوى من الكتابة للبنوك فهي كما قلت وضعت في أذن طينة، وفي الأخرى عجينة، ولذا فإن على مؤسسة النقد ــ إن كانت تريد أن تثبت وجودها ــ المسارعة بوضع نظام يكفل استفادة البلد، وخصوصا لذوي الاحتياجات الخاصة من أبنائها .. فهل إلى ذلك من سبيل ؟.
السطـر الأخـير :
ما أرى الحبة إلا سرقت من بيت نمله
إن للظالم صدرا يشتكي من غير عله
-نقلا عن عكاظ”-
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال