استحواذ «أرامكو» على حصة في «سابك» يفتح الاسواق العالمية ويتيح استغلال القدرات للاستفادة من النفط بدل التصدير الخام

كشفت شركة أرامكو السعودية انها تشارك في مناقشات مبكرة مع صندوق الاستثمارات العامة فيما يتعلق بالحصول على حصة إستراتيجية في (سابك) عن طريق صفقة شراء خاصة لأسهم يملكها صندوق الاستثمارات العامة في عملاق الصناعة البتروكيماوية، وتأتي هذه الخطوة تماشيًا مع إستراتيجيتها لإعادة التوازن في محفظتها من خلال المضي قُدُمًا نحو قطاع التكرير والبتروكيميائيات.

ومتى ما تم هذا الاستحواذ فانه سيكون التحالف بين عملاقين الاول “سابك” في مجال البتروكيماويات، والاخر شركة ارامكو عملاق النفط، والذي سيوفر ميزة لا تتكرر للشركات الاخرى في الاستفادة من عمليات التكرير وانتاج البتروكيماويات والتي ستكون منخفضة التكلفة مقارنة بالشركات الاخرى، مما يتيح لسابك بأن تكون رقم “1” في العالم في هذا المجال، اضافة الى تعظيم القيمة المضافة من البترول لاقصلى درجة ممكنة، وعمل تحوط ضد انخفاض الاسعار في المستقبل، والتوسع محليا وعالميا في صناعة البتروكيماويات.

ويشكل هذا التحالف (ان تم) مزيج بين اكبر شركة ربحية في العالم (ارامكو) واكبر شركة ربحية في سوق الاسهم السعودية (سابك). وتمتلك شركة  أرامكو  قدرة على التكيف بشكل أفضل مع صدمات الأسعار ويرجع ذلك إلى انخفاض تكلفة الإنتاج، وتركز عملياتها الرئيسية في بلد واحد فقط، على الرغم من أنها أكبر شركة منتجة للنفط في العالم، ويقدر محللون تكلفة الإنتاج للشركة السعودية العملاقة بأقل من دولار واحد للبرميل، مقارنة مع عشرة دولارات للبرميل في مناطق مثل روسيا، و20-30 دولار للبرميل في مواقع مثل بحر الشمال.

في المقابل فان شركة سابك تنتشر عالميا من خلال 64 موقع تشغيلي، وتبيع منتجاتها في امريكا واسيا واوروبا وافريقيا والشرق الاوسط، اضافة الى مناطق اخرى.

وتنتج أرامكو نحو عشرة ملايين برميل يوميا من النفط، مقارنة مع إنتاج إكسون وشل من المكافئ النفطي عند أربعة ملايين يوميا، و3.7 مليون برميل يوميا بالترتيب.

والشركة السعودية للصناعات الأساسية – سابك – تأسست كشركة مساهمة سعودية عام 1977، و شركة سابك مملوكة بنسبة 70% من قبل صندوق الاستثمارات العامة و 30% من قبل مواطنو المملكة العربية السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي الأخرى والمقيمن والشركات والمؤسسات السعودية العامة والمؤسسات المالية الأجنبية المؤهلة  و (سابك) مصنفة في المرتبة الرابعة في قائمة أكبر عشر شركات بتروكيماوية عالمية ، وأكبر شركة صناعية غير بترولية في منطقة الشرق الأوسط .

وشيدت (سابك) وطورت 22 مجمعاً صناعيا في مدينتي الجبيل وينبع الصناعيتين بالمملكة، وتملك منظومة تقنية عالمية قوامها 21 مركزا للبحث والتطوير والابتكار فضلا عن مشاركتها في مشاريع أخرى منتشرة على الخريطة العالمية تتجاوز 64 موقعاً تشغيلياً.

وانتجت شركة سابك 71.2 مليون طن متري خلال العام 2017 منها 59.2 مليون طن متري في قطاع البتروكيماويات، و7.5 مليون طن متري مغذيات زراعية و4.3 مليون طن متري منتجات المعادن ، و180 الف طن متري المنتجات المتخصصة.

و معظم إيرادات الشركة المحققة  ناتجة من تصنيع المنتجات البتروكيماوية والمتخصصة، و منتجات المغذيات الزراعية، ومنتجات الحديد و الصلب، وتسويقها في السوق المحلية واسواق الشرق الاوسط وافريقيا واوروبا وامريكا واسيا.