3666 144 055
[email protected]
محلل مالي في شركة استشارات مالية عالمية
تخيل أن رحلة عائلة لإجازة اسبوعية خاطفة (5 أشخاص ) عبر رحلة مباشرة (القصيم – جازان) أو (الأحساء- تبوك) أو (حائل-الباحة) تكلف حوالي (2000-3000) ريال ….العائلة ستفكر كثيراً لقضائها بالمملكة!
بالتأكيد أنك فكرت يوماً بقضاء إجازة قصيرة في منطقة من مناطق المملكة؟ جميل أنك تفكر ولكن المعوقات تحول دون ذلك وتنتهي الإجازة على حدود شواطيء دول الخليج.
إن من أحد معوقات قضاء إجازة قصيرة كإجازة الأعياد للموظفين أو اليوم الوطني أو الإجازات العرضية هي عدم توفر وسيلة سريعة للنقل للمنطقة المنشودة على سبيل المثال تبعد القصيم عن شواطئ جازان أكثر من 1500كم! وتبعد شواطئ منطقة تبوك عن سدير أكثر من 1100كم وفي المقابل لا توجد غالباً رحلات مباشرة بين مناطق المملكة إلا بالمواصلة عبر مطارات المدن الكبرى وإمكانية أن تجد مقعداً واحداً في المواسم والإجازات ضئيلة جداً. سيكون من المحفز قضاء الاجازات العرضية والقصيرة وتعزيز السياحة الداخلية في حال تواجد خطوط طيران مباشرة ورخيصة التكلفة, فمواطن المناطق الداخلية يستطيع الوصول لدبي أو الدوحة بغضون ساعات وبمبلغ أقل من قيمة رحلة داخلية عبر المطارات الاقليمية !
يعتبر قطاع الطيران من القطاعات الصعبة والغير ذات ربحية, فإرتفاع أسعار البترول وزيادة الضغوط الاقتصادية والبيئية تزيد من الضغوطات على شركات الطيران, بدأت فكرة الطيران الإقتصادي (Low-Cost Carrier)في الولايات المتحدة الأمريكية في السبعينات الميلادية عندما أسست خطوط ساوث ويست الجوية أول شركة طيران إقتصادي بالعالم, وبدأت الفكرة في أوروبا في التسعينات عن طريق (رايان اير وإيزي جت) وثم لاحقاً وصلت آسيا في بداية الألفية عن طريق آسيا آير وبالوطن العربي كان السبق لحكومة الشارقة بالإمارات العربية المتحدة بإطلاق طيران العربية في العام 2003.
تقوم فكرة الطيران الاقتصادي على تقديم خدمة الطيران بأسعار أقل مقابل وسائل راحة ورفاهية اقل وعادة يكون نطاق الطيران الإقتصادي (3 الى 4 ساعات) من مركز العمليات, وتستهدف المطارات النائية والغير رئيسية حتى تتجنب فرض الحصص ونطاق الاسعار والمنافسة مع خطوط الطيران التقليدية وكذلك تتبع الشركات أسلوب أوفر في عمليات المناولة والحجوزات من خلال أتمتة الأنظمة والتشغيل بنوع واحد من الطائرات لتقليل نفقات الصيانة والتحوط في الوقود.
وتتميز شركات الطيرن الإقتصادي بمرونة عالية وإمكانية لتحمل تغييرات الخطوط والمطارات وهذه قد يتم استغلالها من خلال تسيير رحلات عارضة في الاجازات القصيرة والأعياد وعند الحديث عن المنطقة , يعد قطاع الطيران الاقتصادي قطاع ناشئ حيث تعمل بالمنطقة حالياً 5 شركات (الإمارات: العربية – فلاي دبي , السعودية: طيران ناس , الكويت: الجزيرة , مصر: العربية للطيران مصر) ويوجد عدد من الشركات الصغيرة تعمل بعدد محدود من الرحلات, وتبلغ نسبة الاستخدام للطيران الاقتصادي (الانتشار) في الشرق الاوسط 13.5% مقارنة مع 38% في أوروبا وهذه نسبة قليلة جداً برغم وجود بدائل في الدول الأوروبية كالقطارات وانعدامها بالمنطقة (بحسب تقرير حديث للجزيرة كابيتال) مما يؤكد على وجود فرص نمو واعدة وسوق لم تستغل.
ونحتاج نحن في السعودية لاستغلال هذا النموذج والعمل على تطويره من خلال تأسيس شركة سعودية للطيران الاقتصادي بمشاركة من الشركات الكبرى والمواطنين من خلال طرحها للاكتتاب العام أو تأسيسها عن طريق صناديق الدولة الإستثمارية كـ”صندوق الاستثمارات العامة أو سنابل وإستقطاب كفاءات عالمية ومحلية في القطاع لإدارة الشركة النموذج ووضع جدول زمني لتحقيق عدة أهداف اقتصادية واجتماعية وربحية.
ريان
© 2020 جميع حقوق النشر محفوظة لـ صحيفة مال
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734