الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
أكتب هذا المقال حول موضوع اعتبره عشقا قبل أن اعتبره عملا أو حرفه ألا وهو عن الرياضة بوجه عام وعن كرة القدم بشكل خاص .
ابتدأت الأندية الرياضية نشاطها في زمن سابق في وطننا الغالي مثلها مثل أندية الدول الغربية منشأة حكومية هدفها نشر الوعي الثقافي والإجتماعي والرياضي في مجتمعاتنا .
وتطورت المسألة من كونها منشأة حكومية إلى منشأة شبه حكومية أو ثنائية التوجه ما بين الحكومي والملكية الشخصية عبر داعم أساسي أو مجموعة داعمة من أعضاء شرف ومحبين للنادي . وحان الآن دور تحولها لمنظومات قطاع خاص ذات أهداف تجارية بالإضافة لأهدافها السامية .
ولكن يبقى السؤال الأهم ما هو التصنيف التجاري لنشاط الأندية وما هو نموذجها التجاري حتى تدخل طور التخصيص يا ترى ؟
النشاط الحالي المسجل للأندية الرياضية الحكومية مثل الهلال والنصر والشباب والرياض هو **نادي رياضي** مثله مثل الأندية التجارية المقدمة لخدمات ممارسة الرياضة مثل أجهزة اللياقة ورفع الأوزان والسباحة والألعاب الفردية مثل التنس وغيرها . ولكن هل هذا يا ترى هو النشاط التجاري للأندية المحترفة ؟
برأيي هو نشاط فرعي وثانوي بحت كونه لا يتلقى (النادي) أجرا مقابل ممارسة الرياضة في مرافقه للعوام حتى اللحظة ولن يكون مدخوله الأكبر من وراء هذا الشيء .
الأندية المحترفة يأتي مدخولها العام الأكبر لجميع العاملين فيه من وراء رسوم النقل التلفزيوني وهو البند الإيرادي الأهم والمحرك لكافة اقتصاديات الرياضة وعلى رأسها كرة القدم .
النقل التلفزيوني للمباريات يستدعي تواجدا للكاميرات ، والمصورين ، وفريق إنتاج ، ومخرجين ، وبدلا عن خشبة مسرح وممثلين يوجد ملعب ولاعبون . وعبر بث مبارياته يتم بيع دقائق البث هذه للقنوات الراغبة في بثه للمشاهدين وتحصيل رسوم منهم مع تواجد ثقيل للرعاة والمعلنين .
معنى هذا كله أن النشاط التجاري الأكبر والأثقل للأندية الرياضية هو اعتبارها **دور إعلام ونشر** كوّنها تعتمد في المقام الأول عَلى بث محتواها الاعلامي والحصول على مقابل لقاء هذا البث .
والنوادي المحترفة لديها في العموم ٧ مصادر دخل يتحرك ترتيبها باختلاف قدرتها على المنافسة على البطولات وكذلك اعتمادا على شعبيتها وهي :
• النقل التلفزيوني .
• البطولات أو المراكز المحققة فيها.
• الرعايات والشراكات.
• الحضور الجماهيري.
• المنتجات.
• تطوير اللاعبين والمواهب.
• العضويات الشرفية.
وكل المداخيل التالية للنقل التلفزيوني والمذكورة أعلاه تتحرك وتتطور صعودا مع تحرك النقل التلفزيوني وتطور أعماله ، فلا وجود لنشاط رياضي متطور بلا وجود لبيئة إعلامية رياضية متطورة وتحرز المداخيل المطلوبة منها .
لابد أن يكون للنادي إيرادات مستقلة تأتي بشكل متدرج خارج الدعم الحكومي والذي أدى دورا بالغ الأهمية في تأسيس قطاع اقتصادي وإعلامي لرياضتنا الغالية وحان وقت التخصيص والذي إذا رغبنا في أن ينجح فلابد من جعله يربح ويأتي هذا كله من وراء تحديد نشاطه التجاري بمسماه وأدواته ومخرجاته التجارية الصحيحة كدور إعلام ونشر وصنع بيئة إعلامية محترفة حتى ينجح مشروع التخصيص ويكون دعامة اقتصادية ناجحة وذات عوائد مادية مجزية وذات أثر اجتماعي صحي ، ولن يتمكن مشروع التخصيص أن يمضي قدما من دون أن تحقق كياناته وهي الأندية في هذه الحالة الإيرادات المطلوبة ومن ورائها المستويات الربحية المطلوبة والمجزية والتي تجعل التخصيص يتحقق ويصبح مجزيا من النواحي الإستثمارية للراغبين في الدخول فيه .
حياتكم تغيير دائم وجميل
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال