الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
تعددت المفاهيم والتعريفات للذكاء الاصطناعي في وقتنا الحاضر،كما اختلف الباحثون على وضع تعريف دقيق للذكاء الاصطناعي، انقسمت تصنيفات الذكاء الاصطناعي فهناك من ينادي بأن تكون سلوكيات أنظمة الذكاء الاصطناعي تتماشى مع الذكاء البشري وتحاكيه ، أما الطرف الآخر فيرفض هذا الشي بل ويقول بأنه ليس من الضروري ان تعتمد الأنظمة على نفس الطرق والآليات التي يستخدمها البشر للوصول لسلوك معين.
رغم اختلاف التعابير في شرح ووصف الذكاء الاصطناعي إلا أنهم يجتمعون في نقطة واحدة، وهي بناء نظام ذكي يتفوق على العوائق التي تواجه الذكاء البشري أو تبطؤوه ، ولعل عامل الوقت خير مثال على ذلك.
يمكننا تعريف الذكاء الاصطناعي بأنه حاسوب يتم التحكم به بواسطة برنامج يفكر بذكاء مماثل للذكاء الإنساني.
وقد طالت يد الذكاء الاصطناعي بالدخول والضلوع في أغلب إن لم يكن كل مجالات الحياة العلمية والمعرفية فتجده تارة في الصحة و المحاسبة والقانون وبعض الأعمال اليدوية و الصناعات بمختلف مجالاتها وبرامج تعليم اللغة وغيرها. و مع التطور الالكتروني الاخيره الذي تسارعت وتيرته ، ظهرت العديد من الأبحاث والدراسات مؤخرا لدراسة العلاقة بين الذكاء الاصطناعي والقانون وقد أثارت معها العديد من التساؤلات حول العديد من الجوانب القانونية للذكاء الاصطناعي ولعل أهم ما أثارته هو “المسؤولية الجنائية للذكاء الاصطناعي “.
تعتبر المسؤولية هي الأساس القانوني التي يبنى عليها توجيه أصابع الاتهام بالجريمة إلى شخص معين ، لذلك لا بد أن يكون هناك عناصر معينة تقوم عليها، كوجود نص قانوني (يصور الجريمة)، أو ارتكاب فعل أو عدة أفعال مادية، والحالة العقلية بأن تقع من شخص مكلف، وقيام الركن المعنوي اللازم لارتكاب جريمة والعقاب عليها في أغلب الأنظمة الإجراميه، كذلك العنصر الذهني الذي يدفع الشخص لارتكاب الجريمة .
لك يتم ايضاح الصوره للقارئ العزيز،لنفترض أن لدينا روبوت يؤدي عمل استشاري جراحة قلب وبسبب خطأ طبي تسبب بنزيف حاد للمريض مما أودى بحياته ، من سيتحمل المسؤولية الجنائية في هذه الحالة ؟
لا تستطيع الإجابة على هذا السؤال بطريقة واضحة بعد لكن لعلنا نطرح سؤال آخر ونجيب عليه بعدة نقاط ، هل يمكننا اعتبار الروبوت ومن في حكمه وضعا قانونيا؟ وكيف تكون نظرتنا القانونيه إليهم هل هم بشر أو حيوانات أو جمادات أو علينا استحداث فئه جديده لها حقوق وعليها التزامات !
المتفق عليه بشكل عام على المستوى الأوروبي تغطي القواعد الحالية للمسؤولية الحالات التي يمكن فيها إرجاع سبب فعل الروبوت أو إغفاله إلى وكيل بشري معين مثل الشركة المصنعة أو المالك أو المستخدم وأن يمكن لهذا الوكيل أن يتنبأ ويتجنب السلوك الضار للروبوت.
من منظور آخر تم وضع بعض التصورات للمسؤولية الجنائيه فيما يتعلق بكيانات وبرامج الذكاء الاصطناعي ويمكن تلخيصها في التالي : الأول المسؤولية لارتكاب الجريمة بواسطة شخص آخر.و ستكون التهمة موجهه للمنتج أو المبرمج أو المستخدم النهائي .
الثاني: المسؤولية المحتملة والعواقب الغير متوقعة. وهنا يستبعد المبرمج أو العنصر البشري من تحمل المسؤولية لعدم تورطهم ويتم إرجاع السبب الى خلل بالطريقة التي كان يجب أن يفكر فيها الكيان.
الثالث : المسؤولية المباشرة، ويتم الحاق المسؤوليه مباشرة ً بكيان الذكاء الاصطناعي كما يتم تحميلها للأفراد عادة ، وقد لاقت الكثير من النقد مفاده أن كيانات الذكاء الاصطناعي تعتبر غير قادرة على تحمل المسؤوليه كامله بسبب عجزها مثل الأطفال والمجانين ومن في حكمهم.
مازالت أنظمتنا القانونيه لاتسد الحاجة لضبط اخطاء هذا النوع من الجرائم العصريه بل يمكننا القول بأننا نفتقر لها وبشده ، فمثلا الروبوت أو البرامج التي تعمل بتقنية الذكاء الاصطناعي لايمكن معاقبتها (اذا كنا سنستخدم التصور الاخير ) بالسجن أو الغرامه أو الإنذار أو اللوم فهذا النوع من العقوبات يعتمد على أسلوب الردع والكف القائم على عدد من المشاعر الانسانية مثل الخوف والشعور بالعار و الذنب و قليل من تقييد الحريات التي تتسبب بالمعاناه احيانا ، وجميع ذلك مما لايؤثر نهائيا في كيانات الذكاء الاصطناعي لذلك مما هو متوقع استحداث عقوبات جديدة تتناسب مع نوع الجرائم العصريه الجديده كإنهاء خدمة ،تعطيل جزء أو إعاده هيكلة وبرمجه ، قد يجد البعض بأن هذا النوع من العقوبات غير شافي وكافي مقارنة بما سيتسبب به هذا النوع من الكيانات ، نحن نسعى ونأمل من التركيز على ادراج أنظمة وقوانين تحفظ وتضمن الهيكل العام للمجنمع المعاصر بكل مرافقه وحفظ الحقوق وإضفاء الشعور بالأمان للفرد في بيئته .
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال