الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
يكاد يكون القطاع السياحي عالميا أحد أكبر المتأثرين بأزمة كوفيد-19 وموجة الإغلاقات التي اجتاحت العالم, ستبقى بالذاكرة كونها أحد أكثر الأحداث تأثيرا على الإنسان منذ ما لا يقل عن قرن. قبل الجائحة كانت منظمة السياحة العالمية تعتقد بمواصلة القطاع النمو بنسبة بين 3 و 4 بالمائة خصوصا بعد وصول حركة السياحة في العالم بنهاية 2019 إلى رقم قياسي تجاوز 1.5 مليار سائح شمل النمو جميع القارات مع تفوق للقارة الأوروبية التي استحوذت على 51% من حركة السياحة العالمية, كانت منطقة الشرق الأوسط الأسرع نموا عالميا بنسبة 7.6% ونصيب السعودية من الزيارات السياحية 13.6 مليون مسافر منخفضة عن 2018.
الأسبوع الماضي شاهدت لقاء معالي وزير السياحة أحمد الخطيب على عرب نيوز ضمن برنامج ( Frankly speaking) دافع الخطيب عن قدرة القطاع للوصول إلى أهدافه ضمن رؤية المملكة 2030 والتي تهدف فيه السعودية الوصول إلى 100 مليون سائح ما يمثل تقريبا ما نسبته 54.5% من نسبة السائحين في الأمريكتين والذين كان عددهم في العام 2019 ما يتجاوز 220 مليون. هذا الهدف الكبير لعدد السائحين للمملكة حال تحققه سيجعل المملكة أعلى دولة من حيث أعداد الزائرين لتسبق فرنسا و اسبانيا و الولايات المتحدة الأمريكية هذه الدول تتربع على قائمة البلدان الأكثر زيارة في العام 2019.
لا نختلف على قدرة قطاع السياحة مواصلة النمو والتي ارجو أن تدفعه للوصول إلى الهدف أو الاقتراب منه خصوصا وأن المملكة وعلى مساحة 2 مليون كيلو متر تمتلك تنوع جغرافي وثقافي ومناخي واسع. حتى نكون أكثر إنصافا مع انفسنا والقطاع, لابد نعترف أن قطاع السياحة حديث الولادة في المملكة ما كان يجري في السنوات الماضية لا يمكن أن يعد مهرجانات سياحية أو جاذبة بجانب ضعف المخرجات كان هناك إما إغلاق أو إغفال للمناطق التاريخية والأثرية الأخرى التي يسافر لأجل زيارتها 30% من مسافري العالم خصوصا وأن السعودية تمتلك أكثر من 10 آلاف موقع تاريخي وأثري قد تم تسجيل 5 منها في اليونيسف.على الجانب الآخر يسافر 40% من السائحين يستهدفون فيها السياحة الشاطئية ( Sun and Sea ) ولا يخفى على أحد يعرف خريطة المملكة حجم شواطئها إلا أنه للأسف كنا والعالم كذلك نجهل جمال هذه الشواطئ وكنوزها الموجودة في أعماق بحارها, يضاف إلى كل ذلك سياحة الصحراء والمغامرات ويكفي فقط صحراء الربع الخالي مثال لها وكم من المغامرين يتشوقون لها.
يشير هذا الاستعراض إلى أن الشريحة المستهدفة للسياحة في المملكة كبيرة ولا تقل عن 450 مليون إنسان يمثلون أقل من نصف السائحين سنويا. لاستغلال هذه الفرصة دشنت وزارة السياحة استراتيجيتها في سبتمبر 2019 وكذلك انطلق صندوق التنمية السياحي, يقدر ما يتم إنفاقه على القطاع حتى 2023 ب70 مليار وما ينفق على القطاع حتى 2030 ما قيمته 200 مليار هذا الانفاق لا شك سيتوجه إلى وضع البنية التحتية لهذا القطاع الحديث وكذلك للمشاريع الضخمة مثل تلك التي يقوم بها صندوق الاستثمارات العامة الآن البحر الأحمر , أمالا وغيرهم بل حتى أن صندوق التنمية السياحي والذي وضع لدعم القطاع الخاص يستهدف االمشاريع المتوسطة والكبيرة من 100 مليون ريال وما يزيد بجانب برامج دعم غير مباشرة للمشاريع الصغيرة.
إن حداثة القطاع والتجربة وضخامة السوق والإنفاق جعلت القطاع بيد لاعبين يصنفون ضمن قائمة الهاوين لا أصحاب الخبرة و لا يصل عملهم إلى الاحتراف ولا يوجد عنهم بديل آخر حتى الآن, لذلك احتضنت وزارة السياحة مجهوداتهم ولضعف الخيارات البديلة اكتسبوا العملاء لكن لن يستمر هذا لوقت طويل إذا لم تضع وزارة السياحة معايير واشتراطات احترافية يدار من خلالها النشاط السياحي في المملكة إن كان إيواء أو رحلات أو أي من المناشط السياحية الأخرى إما بتأهيل المتاحين حاليا تأهيلا عالميا أو بإستقطاب الكفاءات. لأن السياحة تجربة متكاملة من الوصول وحتى المغادرة وحتى لا يكون الترويج في جهة والواقع في الجهة الأخرى كان من الواجب التنويه إلى هذا لأننا في فترة انتقالية نمسح فيها ضعف الترويج السياحي السابق ونعمل على خطة كبيرة للقطاع السياحي في المستقبل ومن المهم الانتباه أن لا يضيع من بين يدينا فرصتنا الحاضرة. تشير الإحصائيات إلى أن برنامج السياحة الصيفي “تنفس” حفز 8 مليون إنسان على السفر وإنفاق ما يقترب من 3 مليار دولار في المملكة وهذا سوق ذا حجم جيد يحتاج العناية.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال