الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
مشروع “ذا لاين” الذي أطلقه ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان رئيس مجلس إدارة نيوم هي ثروة اقتصادية وحضارية هائلة. حيث سيوفر مفهوما جديدا للحياة من خلال بناء مدن ذكية متكاملة ذات بيئة رقمية صديقة للبيئة ومحفزة للإبداع والتعلم وتسهم في توفير بيئة مستدامة تعزز الشعور بالسعادة والصحة. فهذا المشروع هو الأول من نوعه عالميا والتي كان للمملكة العربية السعودية حق السيادة فيه من خلال بناء مدن رقمية من الصفر تتوفر بها كل سبل المعيشة بطريقة ذكية قائمة على الذكاء الصناعي وتقنيات الاتصالات فائقة السرعة والتقنيات المتقدمة والصديقة للبيئة. حيث صرح ولي العهد أن تكلفة البنية التحتية لهذا المشروع تتراوح بين 100 و 200 مليار دولار ومن المتوقع اضافة 180 مليار ريال ( 48 مليار دولار) إلى الناتج المحلي الإجمالي بالإضافة إلى توفير 380 ألف فرصة وظيفية بحلول عام 2030م. فهي دافعية لتحريك النضج العقلي للإستثمار في الصحراء في استثمار بعيد المدى، وتحويلها من أرض قاحلة صحراوية الى بيئة خضراء تبتسم فيها الحياة وتنمي الثروة الاقتصادية مما يجعلها في مصاف الدول المتقدمة.
فبالرغم من أن البترول هو المهيمن على الاقتصاد، إلا أن رؤية السعودية الثاقبة والحديثة في تحسين نمو القطاع الغير نفطي وخططها المستمرة في تقييد الإنتاج ضمن اتفاقية التخفيض بريادة منظمة أوبك، هو استقطاب ثقافي للمستفيد من الجمهور داخل وخارج المملكة ونقل ثقافة المحافظة على البيئة بأسلوب حضاري وسريع. وهذا سيؤدي الى فتح آفاق جديدة للتفكير بمشروعات مختلفة تدر إيرادات متنوعة.
فمهما بلغ الامتداد الصحراوي لشبه الجزيرة العربية الا أن تحويلها إلى بقعة خضراء هو بحد ذاته انجاز اقتصادي كبير له صداه المستقبلي لمشاريع متعددة تخدم البيئة بنفس الأسلوب التوضيحي التي رسمته الدولة وأعطت مثالا حيا لذلك، فهذا المشروع هو البذرة الأولى لينطلق من خلاله مشاريع كسلسلة من إحياء الأراضي الصحراوية ويتيح للشباب والشابات مجالات في ادراك المساهمة الاقتصادية في مشاريع مثل ذلك وزرع هذا التوجه أساسا يعتبر تنمية فكرية اقتصادية.
فالأردن كبيئة صحراوية تتشابه ظروفها مع المملكة وخاصة في الإقليم الجغرافي الشمالي للمملكة وكونها بلدا غير منتج للنفط عملت على خطة بديلة لتشجيع المباني الخضراء وتحفيز الإبتكار في التكنولوجيا النظيفة والتي من الممكن تنفيذها في المملكة.
إذا نشر ثقافة البيئة الخضراء متطلب حضاري له أبعاده المستقبلية حتى في تحسين الاقتصاد. لذلك من المهم استقطاب الشباب المتخصص في مثل هذه المجالات وتشكيل جمعيات خاصة تتبنى أفكارهم المتميزة في تطوير الأراضي الصحراوية وجذب التوطين والقيام باستثمارات اقتصادية عالية المستوى سيساعد على زيادة الأنشطة الإقتصادية والتي قد تأتي بالمرتبة الثانية بعد البترول. فنحن بحاجة إلى الإكتفاء من المواد الغذائية الزراعية ويعني ذلك التوجه الى الكفاية وتحسين المنظور الغذائي الداخلي بدلا من الإستيراد وقد تتأهل المملكة بعد ذلك للتصدير. ومثل هذه المشاريع الاقتصادية ستجعل الاقتصاد قائما على أكتاف وطنية شابة وطموحة مستثمرة بذلك مخرجاتهم التعليمية التي تعلموها سواء في الداخل أو الخارج.اذا هذا المقال يعتبر دعوة للإستثمار الصحراوي في المملكة بطريقة مختلفة وبيئة مشجعة مساعدة على توجه الاقتصاد إلى مسار آخر.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال