الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
منذ بداية إعلان المملكة عن رؤية المملكة 2030، بدأنا نخطو خطوات سريعة ومُتقدمة نحو تحقيق هذه الرؤية. واليوم تشهد مملكتنا تطوراً حضارياً هائلاً خاصة مع إعلان سمو سيدي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان حفظه الله عن المشروع التنموي العملاق “ذا لاين” من ضمن مشاريع نيوم. هذا المشروع، وكما صرح ولي العهد سيكون نقلة حضارية للإنسان، تبدأ من المملكة العربية السعودية، ونأمل أن تسعى باقي الدول لاتخاذ مثل هذه الخطوة المهمة في تاريخ البشرية المعاصرة.
فلسنوات كان الكثيرون يتحدثون عن التلوث الكربوني وعن ضرورة عودة الإنسان لاستخدام الطاقة النظيفة من أجل تقليل انبعاثات الكربون التي تضر بصحتنا وبأرضنا الأم، إلّا أننا لم نرى الكثير من الدول أو المؤسسات حول العالم تتخذ خطوة فعلية لتحقيق مثل هذه الآمال؛ فمع إقبال البشر أكثر على استخدام الآلات، ومحاولة هيئات عديدة لإزالة دور الإنسان من المجتمعات واستبداله بالآلة، يظهر مشروع “ذا لاين” الذي سيوفر بإذن الله فرص عمل لحوالي 380 ألف شخص. كما كان تعليق وزير الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية، معالي المهندس أحمد الراجحي، على المشروع بأنه سيكون نموذجاً مثالياً لما يجب أن تكون عليه المجتمعات لحماية الإنسان والتعايش مع الطبيعة، ويساهم في توفير 380 ألف فرصة وظيفية.
ومع استخدام الذكاء الاصطناعي وإدارته داخل مدينة “ذا لاين”، سيُساهم بشكل كبير في تطوير المهارات البشرية للعاملين داخل المدينة. وأيضا سيُشجع هذا المشروع العديد من الأشخاص للعمل على تطوير قدراتهم من أن أجل أن يحظوا بفرصة للعمل داخل هذه المدينة المتطورة. كما سيكون هذا المشروع بمثابة دعم لأصحاب المشاريع التقنية الصغيرة؛ لذلك ستكون هناك فرص عظيمة لأبناء الوطن لابتكار مشاريع تناسب بيئة “ذا لاين”، وتُساهم بشكل أكبر في تحقيق الأهداف البيئية والمجتمعية التي يسعى هذا المشروع لتحقيقها خلال السنوات القادمة.
فنجاح هذه المدينة المثالية، في نظري، يُعتبر من أكبر التحديات التي تواجه مملكتنا الآن، فالعديد من المشاريع المماثلة في دول أخرى حول العالم قد باءت بالفشل سابقاً، بسبب عدم إدراك العاملين على هذه المشاريع لضرورة دراسة قدرات وسمات كل مدينة، وأيضاً تحديد التحديات التي تواجهها؛ وهذا ما تعمل حكومتنا على تحقيقه. فمن الواضح أن “ذا لاين” يتم العمل عليه بشكل دقيق للغاية، وقائم على دراسة متطلبات الحياة المعاصرة جنباً إلى جنب مع دراسة ومعرفة أكثر الطرق المستدامة الفعّالة التي تُعيد ربط الإنسان بالطبيعة، وستوفر له رفاهية أكثر بأقل أضرار للبيئة. وفي حقيقة الأمر أن رؤية بناء مجتمعات ذكية ومستدامة لطالما كان يُنظر إليها كأحد أفضل أحلام البشر، ولكن لأن هناك دائماً من يسعى لتحقيق الأحلام، وجعل الخيال واقعاً ملموساً؛ فلدي أمل كبير في أن تحمل مملكتنا الراية في ريادة مثل هذه المشاريع داخل وخارج وطننا العربي في المستقبل القريب.
ولتحقيق النجاح لمثل هذا المشروع ومشاريع مملكتنا القادمة، يتطلب ذلك منّا كأبناء للوطن وككوادر بشرية، العمل أولاً على تطوير أنفسنا؛ ومن ثم مساعدة من حولنا في الوصول لتحقيق أهدافهم بخطوات ثابتة ومدروسة، وأن يصبحوا منافسين لنا؛ فوجود المنافسة هو ما يدفع الشخص للتقدم، ويدفعه أيضاً لبذل الجهد والوقت في تطوير مهاراته، مما ينعكس على بيئة العمل ككل ويجعلها أكثر ازدهارا ونمواً، وهذا ما نأمل من الله أن نستطيع تحقيقه خلال السنوات القليلة القادمة بعزم وفكر حكومتنا، وشباب وطننا المثابر؛ الذي يحلم بتحقيق مستقبل تقود فيه مملكتنا الوطن العربي والعالم أجمع، نحو معيشة حضارية تضع الإنسان على رأس أولوياتها، وتُحقق أسلوب حياة يحمي بيتنا الكبير من المخاطر البيئية المستقبلية.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال