الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
تشمل استراتيجية التسويق للأوطان على أربعة محاور رئيسية وهي تعزيز المنتجات الوطنية، تعزيز التسويق للمدن، التركيز على الدبلوماسية العامة بما يخدم تلك الاستراتيجية، وتعزيز الهوية الوطنية. والمتابع لأخبار السعودية منذ اطلاقة رؤيتها 2030 في عام 2016 سواء تلك الموجهة للمتلقي الداخلي أو الموجهة للمتلقي الخارجي، يرى بوضوح أن هناك استراتيجية متينة تسير على خطى ثابتة ومدروسة لتطبيق استراتيجية التسويق للسعودية.
وكما هو معروف عن استراتيجيات التسويق للأوطان، فهي ليست سريعة النتائج بل تحتاج لسنوات طويلة وسياسات ممنهجة وعمل دؤوب بل ولأجيال متعددة لتحقيقها. فهي استراتيجية طويلة المدى وليست قصيرته. ولكن حين البدء بتحقيق تلك الأهداف، يكون أثرها كبيراً خصوصاً على الجانب السياحي بشكل خاص، وعلى الجانب الاقتصادي والسياسي بشكل عام. فهي استراتيجية “النفس الطويل” كما أسميها. وإن نجحت كما هو مخطط لها، فهي تستحق كل ذلك الجهد وكل تلك السنوات من العمل الدؤوب.
وكما هو معروف من أن قادة الدول يؤثرون بشكل كبير في التسويق لأوطانهم، فنرى صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والمعروف بقوة تأثيره خارجياً وداخلياً والذي تتابع أخباره وسائل الإعلام بشتى أنواعها، هو مثال حي على قوة تأثير قادة الدول في تسويق وبناء الصور الذهنية لدولهم. فبدء من جهوده العظيمة في اطلاق رؤية 2030 وتوعية العالم بالسعودية الجديدة التي تتسم بتنوع الاقتصاد والانفتاح والاعتدال والاعتزاز بالهوية والثقافة السعودية والمشاريع الضخمة في المدن الجديدة الواعدة إلى حضوره الطاغي في مقابلاته التلفزيونية في القنوات العالمية و كلمته التي لا تنسى برأيي في مبادرة مستقبل الاستثمار، والحديث يطول ولا توفي الكلمات جهود سموه الملموسة التي نراها بشكل متواصل ومستمر، ولكني سأكرز هنا على تطبيق بسيط لجهود سموه في قمة العلا وبعض أنشطة سموه الأخيرة في مدينة العلا وتأثير الدبلوماسية العامة لتحقيق أهداف التسويق للأوطان فنرى ما يلي:
أولاً، تعزيز التسويق للمدن، فلأول مرة وعلى مدى الـ 40 عام الماضية، كانت القمة الخليجية الـ 41 هي الوحيدة التي تم عقدها في مدينة غير العواصم الخليجية، فمدينة العلا كانت هي مقر عقد قمة مجلس التعاون لدول الخليج العربية 2021 في توجه واضح لتسليط الضوء على تلك المدينة الاستثنائية الزاخرة بالتراث الطبيعي والإنساني والذي من وجهة نظري له أثره الكبير على التسويق للعلا من ناحيتين، الأولى أهمية تلك القمة في المصالحة لدول مجلس التعاون الخليجي والتي تم تسميتها “بقمة العلا ” وهو اسم يُحفظ لها في التاريخ. أما الأهمية الثانية فهو توقيت القمة والذي يتوافق مع إجازة منتصف العام الدراسي لدول الخليج والذي يتزامن مع رفع قيود السفر للرحلات الجوية القادمة للسعودية والذي أعتقد بأثره على ارتفاع عدد سياح الداخل والخارج لتلك المدينة. كذلك، شاهدنا سمو ولي العهد قد التقى بوزير خارجية جمهورية إيطاليا في مدينة العلا وكذلك مشاركته في جلسة حوار استراتيجية ضمن فعاليات المنتدى الاقتصادي العالمي بحضور أكثر من 160 من قادة ورواد الأعمال المؤثرين الدوليين حيث مثلوا 38 قطاعاً و36 دولة، فعن أي تسويق للمدن نتحدث!
ثانياً: تسليط الضوء على التراث المحلي، وهو ما يتضح في جولات ولي العهد حفظه الله مع ضيوفه التي نقلها الإعلام لزيارة المواقع الأثرية في العلا. كذلك، المكان الذي التقى سموه بوزير الخارجية الإيطالي والمكان الذي شارك فيه سموه كلمته في المنتدى الاقتصادي العالمي، جميع تلك الأماكن تم تصميمها بشكل يعكس التراث والثقافة المحلية بأدق التفاصيل، وهي تعريف للعالم أجمع عن التراث والثقافة المتميزة للسعودية.
ثالثاً: تعزيز الهوية الوطنية، فيتضح في كل ما تم نقله اعلامياً في قمة العلا من حضور الهوية السعودية في الملبس واللغة والسلوك ولعلي أجسدها في طريقة ترحيب ولي العهد لضيوفه بكلمة “يالله حيه” وهي جملة من اللهجة النجدية الأصيلة التي لا نكاد نسمعها حالياً إلا نادراً.
عندما نرى الجهود الحثيثة التي يحملها سمو ولي العهد على عاتقه في خلق صورة ذهنية ايجابية للمملكة، فإنه يحفزنا كمواطنين أن نحمل نفس التوجه في تعزيز تلك الصورة للمملكة بتعاملنا وسلوكنا داخلياً وخارجياً. ولعل خبر رفع حظر السفر على المواطنين يجعلنا جميعاً قدوة حسنة حين سفرنا للخارج، ليس بالضرورة بالقول، ولكن الأهم بالفعل والسلوك. فالمواطن سفير لبلده ومسؤول عن تحسين سمعتها في الخارج أيضاً.
خلاصة القول، سمو ولي العهد مثال متجسد على القيادة والتأثير بالقدوة، فهنيئا لنا بمثل ذلك القائد الملهم.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال