الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
منذ وصول الانسان الى سطح القمر في السبعينات أصبح الفضاء وجهة علمية بحتة لدراسة الظواهر الكونية واكتشاف المزيد من خفايا هذا الكون الشاسع الذي تعد كرتنا الأرضية نقطة صغيرة في عالم مليء بالمجموعات الشمسية والمجرات التي تزيد عن 100 مليار مجرة ومع تزايد الاهتمام بالفضاء أصبحت هناك العديد من المحطات الفضائية العالمية وأصبح ايضاً إمكانية السفر الى الفضاء Space tourism كأي سفر يهدف الى الترفيه دون ان يكون الفضاء مقتصرا على الجوانب العلمية فحسب.
من المتوقع قريباً ان تبدأ الشركات في القطاع الخاص حول العالم بالاستثمار في هذه الصناعة وخاصة في بعدها المتعلق بالسياحة والترفيه وقد نرى على غرار شركات الطيران شركات فضاء خاصة بهدف تحويل حلم نقل البشر الى الفضاء لغرض السياحة وبما يتجاوز 100 كم من سطح البحر عبر كبسولات او سفن وصواريخ فضاء أي بما يتجاوز الغلاف الجوي للكرة الأرضية في رحلة مدهشة جديدة ومختلفة كليا عن السياحة التقليدية .. في هذه السياحة بالطبع ليس امام السائح فرصة للتنزه والخروج بل سيكون في حالة انعدام للجاذبية يتنقل في سفينته عائماً ويشاهد الكون من مكان آخر غير الأرض إضافة الى العديد من المشاهد والظواهر الكونية التي لا يمكن رؤيتها من الأرض .
بدأت فكرة السياحة الفضائية منذ بداية العام 2000 وتشير الاخبار في هذا الصدد الى ان رجل الاعمال الأمريكي دينيس تيتو قد دفع 20 مليون دولاراً لمحطة الفضاء الدولية للسفر الى الفضاء لمدة سبعة أيام وقد تمكّن من القيام بهذه الرحلة عبر المركبة الفضائية الروسية سويوز تي ام Soyuz TM-32
في عام 2009م ، قام المدير التنفيذيّ لجمعية الفضاء الوطنية جورج وايتسايدز وزوجته برحلة خاصة للفضاء وذلك عبر التسجيل في شركة فيرجن غالاكتيك مقابل مبلغ 200.000 دولار لكلّ فرد منهما ، كما حظي رجل الأعمال الأمريكي جريجوري أولسن برحلة سياحية فضائية في عام 2005 وفي العام 2007 انضم الملياردير الأمريكي تشارلز سيموني إلى صفوف المشاركين في رحلات الفضاء عندما شارك في رحلة مع اثنين من رواد الفضاء عبر Soyuz TMA-10 لمدة 10 أيام بتكلفة وصلت قيمتها 35 مليون دولاراً وغيرهم ..
في أبريل 2018 أعلنت شركة “أوريون سبان” في ولاية كاليفورنيا الأمريكية، عن اعتزامها تدشين محطة أورورا لتصبح أول فندق فضائي في العالم يقام في المنطقة التي تعرف بـ “المدار الأرضي المنخفض” أي على ارتفاع 200 ميل عن سطح الأرض وذلك مع حلول العام 2022 وبسعر 9.5 مليون دولار لكل شخص لمدة 12 يوما وقالت الشركة إن قائمة الانتظار اكتملت فور الإعلان عن ذلك مما يتيح للسائح فرصة مشاهدة كوكب الأرض والشفق القطبي والمناظر الخلابة ، كما توقعت شركة فيرجين غالاكتيكVirgin Galactic للسياحة الفضائية تسيير أول رحلة سياحية إلى الفضاء في الربع الأول من هذا العام 2021 لعدد 600 شخص اشتروا تذاكر لرحلاتهم إلى الفضاء بسعر250 ألف دولارا كما وقعت مؤخرا اتفاقية مع “ناسا” بشأن تطوير السياحة الفضائية.
السياحة الفضائية لم تعد حلما أو خيالا علميا كما في الأفلام السينمائية بل ان هذه الصناعة أصبحت واقعا جديدا ، وتواصل النمو حيث تم تأسيس أكثر من 500 شركة ناشئة في هذا القطاع ليكون مستقبلا أحد اهم الأسواق الجديدة .
يقابل ذلك الطلب المتزايد للسفر الى الفضاء وخاصة من الأثرياء ورجال الاعمال والنجوم في مختلف دول العالم ومن المتوقع ان تنمو هذه الصناعة لتصبح كأي مجال سياحي في ظل التطور المدهش الذي يشهده العالم في التقنية ووسائل النقل المتخصصة ، ومع تطور صناعة السياحة الفضائية ستنمو صفوف المشاركين الراغبين في رحلات الفضاء بما فيها الرحلات الجوية شبه المدارية والرحلات المدارية و الرحلات القمرية والرحلات إلى المريخ وما بعده ربما ، حيث ستعمل السياحة الفضائية الزمنية كصناعة كاملة قادرة على القيام بذلك عبر الفضاء المفتوح والشاسع.
الأثر الاقتصادي للسياحة الفضائية كبيرا جدا ويحظى باهتمام الشركات الكبرى وكذلك الشركات الصناعية المتخصصة في بناء الصواريخ والسفن الفضائية وتطوير منظومة التنقل والسياحة الفضائية قد تكون النتائج ثرية ومرحلية لكنها حتما تحظى بالطلب المتزايد بالرغم من تكاليفها الباهظة سواء في الصناعة ذاتها اومن قبل المستفيد لكنها ستتطور حتماً كما تطورت الكثير من قطاعات الأنشطة السياحية وقد تكون مستقبلا في متناول الجميع .
مجمل القول : نفخر كسعوديين بالإنجاز الذي حققه صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز كأول رائد فضاء عربي مسلم ونفخر أيضا باهتمام القيادة الحكيمة بدعم الجهود نحو صناعة الفضاء وهو ما تم بتأسست الهيئة السعودية للفضاء بموجب أمر ملكي في ربيع الآخر 1440 (ديسمبر 2018) حيث يرأس سموه مجلس إدارتها وتهدف الى تحقيق تطلعات المملكة نحو حياة أكثر جودة وتقدماً وصولاً الى خلق فرص جديدة في مجال الابتكارات المربحة الداعمة للاقتصاد السعودي وتشجع النمو والتقدم التراكمي ضمن الاستراتيجية الوطنية للفضاء وتطوير قطاع الفضاء وتشجيع الأنشطة البحثية والصناعية المتصلة بالفضاء و تحفيزها وتنظيم كل ما يتصل ببعثات علوم الفضاء والاستكشاف وتنمية الكوادر الوطنية في مجال علوم الفضاء ودعمها.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال